ملصق القلب باللون الأصفر على النافذة.
ملصق القلب باللون الأصفر على النافذة.
-A +A
«عكاظ» (لندن) OKAZ_online@
عجيب أمر الحزن في أتون جائحة كورونا. الحزن والموت وجهان لألم قد يبقى مقيماً. وقد يكون هو نفسه مميتاً. ففي هذه الجائحة يرحل المريض دون أن يكون أحباؤه بجانبه، يمسكون يده. ويسبلون عينيه. ولا يستطيع أعزاؤه مجرد الاقتراب من جثمانه. يستحيل السماح لهم بحضور دفنه! وليس مسموحاً لأحد بإقامة مأتم يؤمه المواسون. ولم يبق أمام المكلومين سوى اللجوء إلى التعبير باللون. ويغلب على طبيعة التعبير الاجتماعي عن الحداد عند النساء، في معظم الثقافات الإنسانية، ارتداء اللون الأسود. وهي عادة ظلت شائعة منذ عهد الإمبراطورية الرومانية. غير أن الوضع غير المسبوق الذي تشهده الإنسانية هدى البريطاني ديفيد كومبيرتس إلى لون جديد للتعبير عن حزنه، إثر وفاة زوجته بمرض كوفيد-19. وهي واحدة من أكثر من 34 ألف وفاة بهذا الوباء في بريطانيا. ولذلك قرر أن يعلق على زجاج نافذة منزله قلباً أصفر، ليعرف جيرانه فداحة حزنه، وفقده. وكتبت حفيدته هانا على صفحتها في فيسبوك أن جدها يريد للقلب الأصفر أن يكون عزاء لعشرات آلاف الأسر التي فقدت أعزاءها. وأنشأت صفحة على موقع فيسبوك لمن يرغب في الانضمام إليها ممن يرغبون في تأبين أولئك الراحلين بوباء كوفيد-19. وسارع أكثر من 3200 شخص للانضمام خلال 6 أيام. وانطلق كل من المنضمين للبوح بالحزن الذي يضنيه. فإذا كان الحزن لفقد عزيز يتم التعبير عنه باللون الأسود منذ العهد الروماني، هل يبقى القلب الأصفر تعبيراً عن وباء كوفيد-19 الذي يزداد حصداً للأرواح كل يوم؟