تواترت روايات الأجداد والمؤرخين عن السد السملقي الأثري في قرى ثمالة، 25 كيلو جنوب محافظة الطائف.
ورغم اختلاف السرد حول السد بقيت الصخور الضخمة التي شيد بها شاهدة على حضارة قديمة لعمالقة ذوي بنية جسمانية قوية، إذ يعجز العقل البشري أن يصدق كيف تم نقل تلك الصخور ورفعها إلى أكثر من 5 أمتار بارتفاع السد والبناء بها.
ويعد سد السملقي التاريخي في مركز ثمالة من أقدم السدود التي تؤكد روايات المؤرخين بأن من قاموا ببنائه هم أحفاد مملكة سبأ بعد حادثة سيل العرم، قبل 2000 عام، ويقع وسط الوادي بين جبلين.
وما يزال السد شاهداً على حضارة تميزت بتصميم وهندسة فريدة في عمارة السدود وقوة الرجال الذين نقلوا تلك الصخور ذات الحج الكبير.
وتشير روايات تاريخية متواترة إلى أن السد يعود إلى زمن العمالقة الذين سكنوا في الطائف منذ العصور السحيقة، ويُقال إنهم من بني هلال.
ويعتبر سد السملقي من أضخم السدود في المنطقة، إذ يبلغ طوله 212م، وعرضه 10.80م عند المنتصف، وعند القمة 10 أمتار، وقد بني من جدارين حشي ما بينهما بـ«الدبش»، فيما تشير روايات أخرى إلى أن السد حشي بين صخوره بالدقيق والسمن ليكون متماسكاً، وذكرت إحدى الروايات التاريخية أسطورة عن شاعر في ذلك العصر أنشد متباهيا بذلك البناء العظيم، معتبرا أنه قوة أمام السيول والأمطار بقوله في بيت شعر:
يا السد السملقي بنيناك بالعسل والسمن الأزرقي
إن شئت تمطري وإن شئت لا تمطري
فانشق الجدار إلى النصفين وأغرق من كانوا بهذه القرية من قبيلة بني هلال، حسب تلك الرواية.
ويعد سد السملقي من الآثار التاريخية لمحافظة الطائف وأحد الشواهد لحضارة التي اشتهرت بها منذ الآلاف السنين، وبإعطائه الاهتمام اللازم يمكن أن يصبح موقعاً متميزاً ورافداً من روافد السياحة في المحافظة.
وخلال جولة «عكاظ» لوحظ غياب الاهتمام وإهمال النظافة في المواقع التي تحيط بالسد، وكذلك غياب اللوحات الإرشادية على امتداد الطريق والاكتفاء بلوحة واحدة فقط تشير إلى مدخل الوادي، فيما المخلفات تعج بجوار السد دون اهتمام، وسط مطالبات بوضع جلسات ولوحات إرشادية للتعريف بهذا الموقع.