يتفق العلماء بشكل عام على أن هناك أربع مراحل من النوم نتجول خلالها عدة مرات كل ليلة، تشكل الثلاثة الأولى ما يسمى بنوم حركة العين غير السريعة (REM) والمرحلة الرابعة هي نوم الريم، حيث تحدث الأحلام.
وبحسب موقع «ميديكال نيوز توداي» وفقا لـ«سبوتنيك»، في المرحلة الأولى ينتقل الجسم والدماغ من اليقظة إلى النوم، ويغير الدماغ اهتزازاته الكهربائية من نمط اليقظة النشط لموجات الدماغ إلى إيقاع أبطأ، وتثبط قوة العضلات في جميع أنحاء الجسم.
وتتضمن المرحلة الثانية انخفاضا في درجة حرارة الجسم، وتصبح ضربات القلب والتنفس أبطأ، وتتباطأ موجات الدماغ أكثر، وقد تستمر فترات النشاط الكهربائي القصيرة في الدماغ في تمييز هذه المرحلة من النوم.المرحلة الثالثة من النوم غير الريمي هي مرحلة النوم العميق، والتي تحتاجها أجسامنا للاستيقاظ والشعور بالانتعاش، في هذه المرحلة، ينخفض معدل ضربات القلب، والتنفس، ونشاط الدماغ إلى أدنى نقطة.
مرحلة النوم الخفيف المليئة بالأحلام هي المرحلة الرابعة والأخيرة، وتحدث بعد حوالي 90 دقيقة من النوم، وتسمى حركة العين السريعة لأن العيون تتحرك بسرعة خلف الجفون المغلقة.
وأثناء حركة العين السريعة، يصبح التنفس أسرع وغير منتظم، ويزداد معدل ضربات القلب وضغط الدم إلى مستويات قريبة من الاستيقاظ.
وكانت العلاقة بين النوم والتعلم أو تكوين الذاكرة محور الكثير من الأبحاث، فأجرى العلماء العديد من الأبحاث حول ما إذا كان التعليم يحدث في مرحلة نوم الريم الخفيفة أم في مرحلة النوم العميق غير الريم؟
وفي دراسة حديثة، تلاعب الباحثون بمرحلة النوم العميق غير الريمي للمشاركين بعد أن طلبوا منهم تعلم مجموعة جديدة من الحركات، راقب العلماء نشاط دماغ المشاركين طوال فترة الدراسة.
ووجد الفريق بقيادة علماء من سويسرا أن النوم العميق المضطرب أدى إلى انخفاض واضح في كفاءة التعلم، وأوضح الباحثون أن نتائجهم تتوقف على مشابك الدماغ ودورها في التعلم.
والمشابك العصبية هي وصلات مجهرية بين الخلايا العصبية تسهل مرور النبضات الكهربائية من عصبون إلى آخر، وخلال النهار يتم تشغيل المشابك العصبية استجابة للمنبهات التي يتلقاها الدماغ من البيئة.
لكن أثناء النوم، يعود نشاط هذه المشابك إلى طبيعتها، وبدون هذه الفترة التصالحية، تبقى المشابك في ذروة نشاطها لفترة طويلة جداً.
ويتداخل هذا مع المرونة العصبية للدماغ أي قدرته على إعادة توصيل نفسه وإنشاء روابط جديدة بين الخلايا العصبية، وتمكن المرونة العصبية الدماغ من «اكتساب» مهارات جديدة، والتغيير والتكيف مع محفزات بيئته، وفي النهاية تعلم أشياء جديدة.
وقال الدكتورة نيكول فيندروث «في منطقة الدماغ شديدة الإثارة، كانت كفاءة التعلم مشبعة ولم يعد من الممكن تغييرها، مما أعاق تعلم المهارات الحركية».
وأضاف البروفيسور ريتو هوبر، مؤلف مشارك في الدراسة: «لقد طورنا طريقة تتيح لنا تقليل عمق النوم في جزء معين من الدماغ، وبالتالي إثبات العلاقة السببية بين النوم العميق وكفاءة التعلم».