حذر أستاذ طب الأطفال والغدد الصماء والسكري بكلية الطب ومستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين عيد الآغا، مرضى السكري من متابعة أي رسائل تدعو مرضى السكري لإجراء زراعة الخلايا الجذعية للعلاج من المرض.
وأوضح الآغا أن هناك مراكز طبية في الخارج تروج لزراعة الخلايا الجذعية، مستغلة ضعف الوعي لدى بعض المرضى الذين يندفعون نحو أي بارقة أمل تنهي معاناتهم من السكري، إضافة إلى أن أن هناك حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي ورسائل «واتساب» تروج لهذا النوع من العلاج مستغلة معاناة المرضى من حقن الإنسولين، مشيرا إلى أن هناك مراكز خارجية تزعم أن المرضى يتخلصون من السكري بعد إجراء عملية جراحية، واصفاً ذلك بأنه يتنافى مع مبادئ العلم وأخلاقياته.
وأفاد بأن الأبحاث المتعلقة بالخلايا الجذعية لعلاج السكري تعطي آمالاً كبيرة، إلا أنه لايزال هناك الكثير من الجهد الذي يتوجب بذله قبل تحقيقها، فهناك تحديات تقنية لابد من التغلب عليها أولاً قبل البدء في تطبيق هذه الاكتشافات في العيادات الطبية، ومع أن هذه التحديات كبيرة وصعبة إلا أنها ليست مستحيلة، فخبراء البحث الطبي يعتقدون أن الخلايا الجذعية قادرة على تغيير تاريخ الأمراض البشرية عن طريق استخدامها لإصلاح نسيج متخصص أو عن طريق دفعها للنمو بشكل عضو حيوي معين، وعلى الرغم من هذا فإن هذه الأبحاث تثير العديد من المخاوف الأخلاقية والإنسانية، ما اضطر العديد من الدول لوضع تشريعات تحدد هذه الأبحاث.
ونوه إلى أن الإسلام جعل من مقاصده الأساسية حفظ النفس والنسل، والفقه الإسلامي ذو منهجية ربانية في التعامل معهما، وحيث إن الأجنة مصدر رئيس للخلايا الجذعية فإن الفقهاء تعرضوا لذلك قديماً وحديثاً، وعليه ففي ما يخص النواحي الفقهية في هذا الموضوع فقد صدرت قرارات عن المجمع الفقهي الإسلامي في دورته السادسة المنعقدة بجدة في مارس 1990، خلصت إلى أنه
لا يجوز إجهاض الجنين من أجل استخدام خلاياه واستثمارها تجارياً كأن تباع لإجراء التجارب عليها واستخدامها في زرع الأعضاء.
ومن ضمن القرارات: لا يجوز الانتفاع بالخلايا الجينية المستمدة من الأجنة المجهضة، لأسباب علاجية أو الأجنة الساقطة والتي لم تنفخ فيها الروح سواء في زراعة الأعضاء أو الأبحاث والتجارب المعملية وشروط الانتفاع ترتكز أساساً على ضرورة الموازنة الشرعية بين المفاسد والمصالح، كما أن ليس هناك ما يمنع شرعاً نقل الخلايا الجينية في حالة الجنين الميت واستخدامها لعلاج الأمراض المستعصية في المخ ونخاع العظم وخلايا الكبد وخلايا الكلى والأنسجة الأخرى وفقاً للشروط التي ذكرها المجمع الفقهي الإسلامي.
وأضاف المجمع أنه لا يحرم استخدام الخلايا الجذعية الموجودة في الإنسان البالغ إذ إن أخذها منه لا يشكل ضرراً عليه فإذا أمكن تحويلها إلى خلايا ذات فائدة لشخص مريض وهذا الاستخدام يحقق مصلحة بلا ضرر مثل زراعة الأعضاء، كما أنه لا يسمح المجمع بالتبرع بالنطف المذكرة أو المؤنثة لإنتاج بويضات مخصبة تتحول بعد ذلك إلى جنين بهدف الحصول على الخلايا الجذعية منه.
ومن القرارات: يمنع المجمع طريقة الاستنساخ للحصول على الخلايا الجذعية الجينية، وإباحة طريقة الحصول على الخلايا الجذعية من خلال الحبل السري أو المشيمة.