محمد حمزة
محمد حمزة
-A +A
كتب: خالد الجارالله
لئن حال المرض بين عميد الدراما السعودية محمد حمزة وبين جمهوره زمناً طويلاً، فإن الموت قطعاً لن يحجب تاريخه العملاق عن ذاكرة المشاهد السعودي، الذي وإن عض أصابع الزمن حسرة على رحيله، سيحتفظ بحضوره الأنيق والفاخر في زوايا الذاكرة وحنايا الوجدان، إذ ما انفك، هذا الطيب الأنيق والكاتب البارع الحذق، يوما يفتش عن أعماله النخبوية في أكوام البساطة، يطحن قضايا المجتمع في رحى أفكاره، فيعجنها في قوالب درامية هادفة وجاذبة، خلدت أعماله حتى اليوم في تاريخ الدراما السعودية.

كانت غصة الخذلان تراوحه وتجيء نتيجة إهمال جهات عدة لبعض أعماله التي كان بصدد تنفيذها، لكن كبرياءه وكرامته كانا يمنعانه من الشكوى أو الطلب أو حتى ملاحقتها للحصول على دعم الإنتاج، ولربما لو أن ظروفه الصحية الأخيرة أفضل مما كانت عليه، لشاهدناه مجدداً على الشاشات أو المسرح منتجاً أو كاتباً أو حتى ممثلاً، مع الدعم الكبير الذي يحظى به الفنانون السعوديون من قبل وزارة الثقافة ووزيرها الأمير بدر الفرحان، لكنه القضاء والقدر الذي غيبه بعد معاناة طويلة مع المرض.


لم يعد الفنان الكبير بيننا، لكنه لن يغيب عنا بوجود أسرته الفنية الراقية ممثلةً في نجليه الفنانين وائل ولؤي، وإرثه الفني الخالد في أرشيف الذاكرة السعودية، فيما تتعالى الأماني بتكريم اسمه والاحتفاء بتجربته الكبيرة من جانب وزارة الثقافة أو وزارة الإعلام، إنصافاً لحقبة كان فيها نجماً فوق العادة، ولريادة فنية يليق بها أن تكون على رأس المكرمين في الدراما السعودية.