رغم تملص ولاية كاليفورنيا من انقطاعات الكهرباء المجدولة بعد أن نجح السكان بترشيد استهلاكهم للتيار خلال موجة الحر غير المسبوقة التي تجتاحها، إلا أن أزمة الطاقة التي تعاني منها الولاية ما زالت عصية على الحل؛ فدرجات الحرارة الشديدة الارتفاع تذكي النيران المستعرة في الأحراش، والتي تسببت خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي بإخلاء نحو 70 ألف منزل ومؤسسة، هذا هو ديدن الحياة في ظل مناخ متحول قوامه الطقس المتقلب، الذي يذكي حرائق جديدة، بالتضافر مع شبكة كهربائية تصارع لتلبية ما تفرضه ظروف الحر الشديد.
وأعلنت هيئة الأرصاد الوطنية عن تسجيل حاضرة سان فرانسيسكو 38 درجة مئوية (الأحد)، كاسرة بذلك الحرارة القياسية التي سُجلت في عام 1904 والتي بلغت 34 درجة مئوية، أما لوس أنجلوس فقد سجلت 44 درجة مئوية بينما تجاوزت الحرارة في سان دييغو 38 درجة مئوية.
وحذرت شركة «باسيفيك غاس آند إلكتريستي» العملاقة المعروفة اختصاراً بـ«بي جي آند إي»، من أن الكهرباء قد تنقطع عن أكثر من مائة ألف عميل (الإثنين) في أجزاء من منطقة خليج سان فرانسيسكو وسفوح جبال سييرا نيفادا، في خضم محاولة الشركة منع كابلات النقل من إشعال مزيد من الحرائق، وهذه هي المرة الأولى التي تحذر فيها الشركة من انقطاعات خلال موسم الحرائق الجاري.
وأجبرت الحرائق التي تسببت بها خطوط النقل التابعة لبي جي آند إي على مدى سنوات أكبر شركات الولاية على إعلان إفلاسها العام الماضي. ومن ثم عادت الشركة إلى طبيعتها في يوليو بعد ان قبلت بإنفاق 25.5 مليار دولار لتسوية النزاعات القضائية التي تسببت بها الحرائق، ومنذ ذلك الحين أطلقت الولاية ما تسميه صندوق مخاطر حرائق الأحراش، وهو عبارة عن صندوق تأمين تشترك فيه شركات كهرباء الولاية، إلا أن حريقاً كارثياً واحداً من شأنه أن يطيح بالصندوق.