ظهر عبدالخالق ناصر الغامدي إلى الحياة في منزل أسرة قروية مكافحة، وتعلم شأن أقرانه بالمدارس الحكومية. بوفاة والده التربوي القدير تحمل عبء المسؤولية المبكرة، فاضطر لترك الدراسة واكتفى بشهادة المرحلة الثانوية، بحث عن عمل يساعده على أداء أمانته ولم يكن يعلم أن مهنة المتاعب ستلوّح له بكفوف الغواية ليجد نفسه محرراً متعاوناً في بلاطها، وبما أنه طموح فلم تكد تمر أعوام حتى غدا اسمه مقترناً بكثير من صفحات المعشوقة «عكاظ».. التحقيقات، الأفراح، الحوادث، واندمج حسا ومعنى في حياة المجتمع. وكلما عنّ لمواطن خدمة أو طرقت بابه مشكلة أو حلت في ساحته مناسبة تجد عبارة «كلّم عبدالخالق في عكاظ»، لتتشكل أيقونة «عكاظ» و«عبدالخالق» في الوعي الجمعي للناس.
لم يتكبر على المهنة ولم تبخل عليه منذ بدأ مع الزميل عليان البيحاني، ثم بدر السنبل، ثم صالح الزهراني، ثم علي صمان. كان يعنيه إرسال مواد مميزة، وحضور اسمه بشكل يومي، ولذا تعددت مصادره وتنوعت أخباره ووثق به المسؤول، كونه حريصا على التوثيق، ولم تخل مسيرة الصحفي المكافح من عتب من هنا، ومساءلة من هناك، وكان لسان حاله ومقاله: يمكنكم الرد ولكم حق النشر.
بحكم اتصاله اليومي بحياة القُرى كان ناطقاً بلسان مئات الطلاب وعشرات الموظفين ومحاوراً لعدد من المسؤولين ونداً لبعض المتحدثين، ولم يكن سهل المراس مع المتعالين على التفاعل مع ما ينشره، مفاخرا بأنه رافع لواء متاعب الناس طيلة ثلاثين عاما. قلما داوم صباحا بمكتب «عكاظ» في الباحة دون أن يحمل معه خبراً جديداً. وكان يطلب مني أن أتصل ببعض المعارف والمصادر لنتأكد من المعلومات الواردة، فيبتسم عندما يؤكد المصدر صحة معلوماته. وبرغم جرأة تناوله للقضايا إلا أنه كان خجولاً، فكلما طلبتُ منه أن يحضر اجتماع الصباح عبر اتصال مرئي ومسموع يرد «لا والله لتعفيني تكفى».
من أجمل ما يمكن أن تختتم به سيرة الكفاح الصحفي للراحل العزيز أن «عكاظ» لم تحرمه حقه في مواصلة العمل برغم تقاعده على سنوات خدمة تجاوزت 27 عاماً. وعندما وصله خطاب التقاعد تسلّم خطاب تعاقد بنظام القطعة، وظل مسؤول المكتب الأول، وقلما تأخر عن الحضور مع السابعة صباحاً. أثقلت عليه الأمراض وطأتها، وبحكم أنه يتحمّل بصمت ثار عليه قلبه، وانعكست الآلام على الحركة المتأرجحة بين عادية وبطيئة، ولم يكن متحمساً للأطباء والمستوصفات، وعندما طلبت منه السفر للمدن وزيارة أطبائها كان يقول «ما عندهم إلا حمية وحبوب». استوعب أصول صناعة الصحافة بآلات مؤدية للنجاح.. وعندما امتلك القدرة على كتابة الخبر ارتقى بموهبته فارتقت به.. وحين يسجل حديثاً صحفياً ويفرغه لصياغته؛ كأنه يروي تجربة يقرأها زملاؤه الصحفيون قبل قرائه.. وعند جيل الصحفيين الشباب، صحفي بلور مراحل الصقل والتدريب.
لم يتكبر على المهنة ولم تبخل عليه منذ بدأ مع الزميل عليان البيحاني، ثم بدر السنبل، ثم صالح الزهراني، ثم علي صمان. كان يعنيه إرسال مواد مميزة، وحضور اسمه بشكل يومي، ولذا تعددت مصادره وتنوعت أخباره ووثق به المسؤول، كونه حريصا على التوثيق، ولم تخل مسيرة الصحفي المكافح من عتب من هنا، ومساءلة من هناك، وكان لسان حاله ومقاله: يمكنكم الرد ولكم حق النشر.
بحكم اتصاله اليومي بحياة القُرى كان ناطقاً بلسان مئات الطلاب وعشرات الموظفين ومحاوراً لعدد من المسؤولين ونداً لبعض المتحدثين، ولم يكن سهل المراس مع المتعالين على التفاعل مع ما ينشره، مفاخرا بأنه رافع لواء متاعب الناس طيلة ثلاثين عاما. قلما داوم صباحا بمكتب «عكاظ» في الباحة دون أن يحمل معه خبراً جديداً. وكان يطلب مني أن أتصل ببعض المعارف والمصادر لنتأكد من المعلومات الواردة، فيبتسم عندما يؤكد المصدر صحة معلوماته. وبرغم جرأة تناوله للقضايا إلا أنه كان خجولاً، فكلما طلبتُ منه أن يحضر اجتماع الصباح عبر اتصال مرئي ومسموع يرد «لا والله لتعفيني تكفى».
من أجمل ما يمكن أن تختتم به سيرة الكفاح الصحفي للراحل العزيز أن «عكاظ» لم تحرمه حقه في مواصلة العمل برغم تقاعده على سنوات خدمة تجاوزت 27 عاماً. وعندما وصله خطاب التقاعد تسلّم خطاب تعاقد بنظام القطعة، وظل مسؤول المكتب الأول، وقلما تأخر عن الحضور مع السابعة صباحاً. أثقلت عليه الأمراض وطأتها، وبحكم أنه يتحمّل بصمت ثار عليه قلبه، وانعكست الآلام على الحركة المتأرجحة بين عادية وبطيئة، ولم يكن متحمساً للأطباء والمستوصفات، وعندما طلبت منه السفر للمدن وزيارة أطبائها كان يقول «ما عندهم إلا حمية وحبوب». استوعب أصول صناعة الصحافة بآلات مؤدية للنجاح.. وعندما امتلك القدرة على كتابة الخبر ارتقى بموهبته فارتقت به.. وحين يسجل حديثاً صحفياً ويفرغه لصياغته؛ كأنه يروي تجربة يقرأها زملاؤه الصحفيون قبل قرائه.. وعند جيل الصحفيين الشباب، صحفي بلور مراحل الصقل والتدريب.