في ربوع المدينة الخضراء «الباحة»؛ اخضرت تباشير أبَويه، وفي قريته «بشير» استبشرت جَدَّته رفعة بقدومه.. ولما نادى والده بالأذان إيذاناً بقدومه، ماج خياله إلى رؤية ابنه مرتدياً عِمة عالِم أو معطف طبيب أو قبعة مهندس.. وحين كَبُر ذلك «العلي» سمى ابنيه بأبيه وأمه بِراً بهما.. حصد «أصول الفقه» من «أم القرى»، و«الفقه والقانون» في «الزيتونة».. واعتلى «الخطابة» حتى أغراه منبر «الصحافة».. إنه الكاتب والصحفي علي الرباعي.
عند من أسماها «فاتحة البدء» والدته، أشركها «ابنُ المتن وأبُ الهامش» في تفاصيله وتباهى بصورتها.. وحين خطف الموت أباه الوجيه «تكنوقراط الخير»، وبِكْرَه العشريني النابض بالحياة والحيوية؛ ارتدى طموح «المحمدين» وعشقهما للإبداع، وحمل ذكراهما في وجدانه وذاكرته ابناً وأباً.. وكان الإيمان حاديه جِبِلة أبيه الإنسانية، ونضَارة ابنه المتوهجة.
وأما رحيل رفيقه الشاعر غرم الله الصقاعي، فقاومه بما يحب وتحمّل ما يكره.. ولم يحل وجع الفراق بينه وبين التصديق إلا التحمّل واستشعار رسالته كإنسان.. وبين ذكرى أبيه وابنه وصديقه ذكريات صعبة بألم حرمان وملل إشباع مررَّت إليه الأمل.. «ألقاك في عالم الذكرى وتلقاني ** رغم الفراق بهذا العالم الفاني».
عندما جمع الوداعة والبداعة، والصمت والسمت، ظهرت بشرى صياغة شاب قروي تائق للمعرفة.. وحين كان قارئاً نهماً متلهِّفاً، سكنته الأسئلة المحيطة بإيمان الإجابة.. وبين «سلوة» صاحبة الجلالة، و«سلوى» الأدب والثقافة، حسم أمره وهاجر إلى المقالة الصحفية والتأليف والفنون والشعر والقصة.. ومع المخزون القرائي التراكمي، مالت قريحته إلى «النقد» المتزن.
وبين الوله بخضرة مزارع الباحة، والغرام بزُرقة بحر جُدَّة؛ أغوته «الأشواق» بركوب أمواج صداقة آسرة، والاحتفاظ بباحة صَبابَة آثره.. ومع تجربة تدريس ربع قرن بالمعاهد العلمية؛ عاش أحداث أول رواية يقتنيها «دموع صاحبة الجلالة».. وحين جاءته «الصحافة» تمشي على قدميها؛ حمل لواء عشقها وعذاباتها في منطقته، بقوة إرادة واصطناع السعادة..
من صحف «الحياة» و«الشرق» و«عكاظ»؛ منحته السلطة الرابعة «بصر» صحافي حاد، و«بصيرة» كاتب جاد.. وعند الأزمات وهموم الناس، جعل من صاحبة الجلالة حالة وعي مجتمعي مترسخة في الأذهان.. أما تغطياته الصحفية، فلم تكن تقليدية روتينية، إنما خطوات متحركة مختلفة، تبدأ بالتحقق من المعلومة، وتنتهي بحبكة أدبية أحبها قارئه.
عند من أسماها «فاتحة البدء» والدته، أشركها «ابنُ المتن وأبُ الهامش» في تفاصيله وتباهى بصورتها.. وحين خطف الموت أباه الوجيه «تكنوقراط الخير»، وبِكْرَه العشريني النابض بالحياة والحيوية؛ ارتدى طموح «المحمدين» وعشقهما للإبداع، وحمل ذكراهما في وجدانه وذاكرته ابناً وأباً.. وكان الإيمان حاديه جِبِلة أبيه الإنسانية، ونضَارة ابنه المتوهجة.
وأما رحيل رفيقه الشاعر غرم الله الصقاعي، فقاومه بما يحب وتحمّل ما يكره.. ولم يحل وجع الفراق بينه وبين التصديق إلا التحمّل واستشعار رسالته كإنسان.. وبين ذكرى أبيه وابنه وصديقه ذكريات صعبة بألم حرمان وملل إشباع مررَّت إليه الأمل.. «ألقاك في عالم الذكرى وتلقاني ** رغم الفراق بهذا العالم الفاني».
عندما جمع الوداعة والبداعة، والصمت والسمت، ظهرت بشرى صياغة شاب قروي تائق للمعرفة.. وحين كان قارئاً نهماً متلهِّفاً، سكنته الأسئلة المحيطة بإيمان الإجابة.. وبين «سلوة» صاحبة الجلالة، و«سلوى» الأدب والثقافة، حسم أمره وهاجر إلى المقالة الصحفية والتأليف والفنون والشعر والقصة.. ومع المخزون القرائي التراكمي، مالت قريحته إلى «النقد» المتزن.
وبين الوله بخضرة مزارع الباحة، والغرام بزُرقة بحر جُدَّة؛ أغوته «الأشواق» بركوب أمواج صداقة آسرة، والاحتفاظ بباحة صَبابَة آثره.. ومع تجربة تدريس ربع قرن بالمعاهد العلمية؛ عاش أحداث أول رواية يقتنيها «دموع صاحبة الجلالة».. وحين جاءته «الصحافة» تمشي على قدميها؛ حمل لواء عشقها وعذاباتها في منطقته، بقوة إرادة واصطناع السعادة..
من صحف «الحياة» و«الشرق» و«عكاظ»؛ منحته السلطة الرابعة «بصر» صحافي حاد، و«بصيرة» كاتب جاد.. وعند الأزمات وهموم الناس، جعل من صاحبة الجلالة حالة وعي مجتمعي مترسخة في الأذهان.. أما تغطياته الصحفية، فلم تكن تقليدية روتينية، إنما خطوات متحركة مختلفة، تبدأ بالتحقق من المعلومة، وتنتهي بحبكة أدبية أحبها قارئه.