حين تجرَّع اليُتم بموت أبيه ناشئاً نابتاً؛ أحدث منه مُتَّكَأً على الاتكال مُتَّكِلاً إلى التوكل ومتوكلاً عن التواكل.. ومن صمَّام أمان أمه وصدرها الحاني ومصدرها التربوي (توفيت قبل أيام)؛ آنس مفاتيح التغيير، وتصفح خفايا الطريق، وأحدق دقائق الفُطنة.. ومن أَزْر عزيمة وقوة بأْس وإِمعان إصرار؛ تهذَّبت ذاته وتضاعفت همته وقويت إرادته فأشرقت بسمته.. إنه الكاتب خالد درَّاج.
وفي بضع سنين عُمره الأولى؛ ابتهج ذلك الناشئ بمطالعة المعارف واستنباط منافعها.. ولما تولَّه بقراءة تدبيجات مهذبي الكلمة ومنقِّحيها؛ تصفَّح الثقافة والمعرفة من أهلها.. وعندما ارتكز إلى أغوارها؛ دخل الصحافة من بوابتها الواسعة وتشرَّب عُمقها.. بعصامية متفردة شاملة؛ قفز من يُتم الطفولة إلى نجابة الشبيبة.
بين إنصات تأديب وبوح اتزان وحصافة تهذيب؛ وضع أرضية تعامله مع الناس ونجومية علاقاته الإنسانية.. وبين رسمية مظهر ومصيدة ابتسامة؛ حلَّق في فضاء برَّاق وصداقات ودية بمؤانسة ذابت حياء من عبق كلماته.. مثل نجم راح لناظر على صفحات الماء وهو رفيع.
ومن بلاط صاحبة الجلالة أطرب مطالع ورقِ الصحف.. وفي أرصفتها صبغ هواية وخضَّب حِرْفة.. وإلى ميادينها لوَّن صنعة واحترفها.. وعلى مواثيقها تقيَّد بأخلاقياتها وضخ فنونها وحبَّر قوالبها.. وعند عمقها تلحَّف ثوبها وريَّض أدواتها.. وفي صبابة صفحاتها حكَّم قلماً ومتَّن خبراً.
لم تتبخر خبرة أعوام طِوال في الصحافة تسنَّم داخلها مسؤوليات إعلامية كبرى؛ من «عكاظ» التي صقلت تجربته؛ إلى قطف رئاسة تحرير «شمس» فصبَّ فيها عصارة مسيرته، أما «الرياضي» فلم يستمر بها طويلاً.. ومع الصحف الثلاث تجلَّت رؤية فكر المُمْعِن وعزم المُنْهَمِك.
ولما اقتربت مسيرته من نصف قرن إلا عقداً من الزمان؛ ابتعد عن الإعلام الرياضي الذي سجل بدايات حضوره الصحفي، أما لماذا؟.. ربما لتوسع اهتماماته، أو لم يجد نفسه في البيئة السائدة، أو مرورها بمرحلة حرجة حد الثمالة، أو لتغير نمطية الإعلام وتفكيره.
عندما تفرغ للكتابة المقالية والاستشارات والتدريب؛ طرح تحليلاته في إطار نظري يفسِّر أحداثاً معقدة دون إخلال.. وحين فرَّق بين الواقع والوقائع والانطباعات النفسية وقوانين الموضوعية؛ زادت مكانته الإعلامية بمواقفه الأخلاقية وفلسفته الكتابية.. ولما صُنِّف من أهم الإعلاميين؛ فمن قراءاته للظواهر الاجتماعية بقلم إنسان.
وفي بضع سنين عُمره الأولى؛ ابتهج ذلك الناشئ بمطالعة المعارف واستنباط منافعها.. ولما تولَّه بقراءة تدبيجات مهذبي الكلمة ومنقِّحيها؛ تصفَّح الثقافة والمعرفة من أهلها.. وعندما ارتكز إلى أغوارها؛ دخل الصحافة من بوابتها الواسعة وتشرَّب عُمقها.. بعصامية متفردة شاملة؛ قفز من يُتم الطفولة إلى نجابة الشبيبة.
بين إنصات تأديب وبوح اتزان وحصافة تهذيب؛ وضع أرضية تعامله مع الناس ونجومية علاقاته الإنسانية.. وبين رسمية مظهر ومصيدة ابتسامة؛ حلَّق في فضاء برَّاق وصداقات ودية بمؤانسة ذابت حياء من عبق كلماته.. مثل نجم راح لناظر على صفحات الماء وهو رفيع.
ومن بلاط صاحبة الجلالة أطرب مطالع ورقِ الصحف.. وفي أرصفتها صبغ هواية وخضَّب حِرْفة.. وإلى ميادينها لوَّن صنعة واحترفها.. وعلى مواثيقها تقيَّد بأخلاقياتها وضخ فنونها وحبَّر قوالبها.. وعند عمقها تلحَّف ثوبها وريَّض أدواتها.. وفي صبابة صفحاتها حكَّم قلماً ومتَّن خبراً.
لم تتبخر خبرة أعوام طِوال في الصحافة تسنَّم داخلها مسؤوليات إعلامية كبرى؛ من «عكاظ» التي صقلت تجربته؛ إلى قطف رئاسة تحرير «شمس» فصبَّ فيها عصارة مسيرته، أما «الرياضي» فلم يستمر بها طويلاً.. ومع الصحف الثلاث تجلَّت رؤية فكر المُمْعِن وعزم المُنْهَمِك.
ولما اقتربت مسيرته من نصف قرن إلا عقداً من الزمان؛ ابتعد عن الإعلام الرياضي الذي سجل بدايات حضوره الصحفي، أما لماذا؟.. ربما لتوسع اهتماماته، أو لم يجد نفسه في البيئة السائدة، أو مرورها بمرحلة حرجة حد الثمالة، أو لتغير نمطية الإعلام وتفكيره.
عندما تفرغ للكتابة المقالية والاستشارات والتدريب؛ طرح تحليلاته في إطار نظري يفسِّر أحداثاً معقدة دون إخلال.. وحين فرَّق بين الواقع والوقائع والانطباعات النفسية وقوانين الموضوعية؛ زادت مكانته الإعلامية بمواقفه الأخلاقية وفلسفته الكتابية.. ولما صُنِّف من أهم الإعلاميين؛ فمن قراءاته للظواهر الاجتماعية بقلم إنسان.