محمد الرشيد
محمد الرشيد
-A +A
علي الرباعي (الباحة) Al_ARobai@
بإعلان وزير التعليم حمد آل الشيخ البدء بتعليم اللغة الإنجليزية من الصف الأول الابتدائي، والتمكين الرقمي من السنة الرابعة ابتداءً من العام الدراسي 2022، استنهضت الذاكرة سيرة ومسيرة الوزير الراحل محمد الرشيد، وأعادته هذه النقلة النوعية لتعليمنا لواجهة المشهد، بحكم ما لاقاه وعاناه من قوى ممانعة أعاقت مشروعه التطويري وحالت دون تحقيق طموح وزير بتأسيس تعليم عصري مواكب تحت عنوان فلسفي عميق «وراء كل أمة عظيمة تربية عظيمة».

وعى الرشيد بخبرات تربوية وفكرية ومعرفية وإدارية ما يحتاجه تعليمنا للخروج من أسر التلقين، وتعزيز مخرجاته بقدرات تفكّر وتبدع وتأبى أن تكون أقل من غيرها في المعلومة والمهارة، فاشتغل على القيادات وقال قولاً مأثوراً «لن تتحقق غاية المؤسسة التربوية إلا حين يكون على رأس العملية التعليمية أناس نذروا حياتهم لهذه المهمة الإنسانية».


حاول طيلة أعوام عشرة تقديم الأفكار والآراء بأسلوب لم يعهده جيله، وجوبه بالصد، ولم ييأس، فكان التشنيع والهجوم على شخصه فوق منابر المساجد وتلقيه تهديدًا بالقتل إذا لم يتوقف عن تطوير المناهج، إلا أنه لوضوح الرؤية لم يلق بالاً لكل ما يحاك ويبرم ضده من دسائس ومكائد، ففعّل النشاط ونفذ الجولات والمؤتمرات وموّل البرامج والمبادرات ونقل الإدارة من الآلية التقليدية إلى العصرية، وكان مسكوناً بتلازم التربية والتعليم، فغدا اسماً لوزارته، وأسس «وكالة التطوير» للعناية بالمناهج وتعديلها وإصلاحها بما يتوافق وروح العصر ومستويات وعي وإدراك الطلاب والطالبات، وأقر منهجي «التربية الوطنية، والسلوك». وأعاد مجلة المعرفة للصدور، وطالب بوصولها لكل مدرسة واستكتاب المعلمين والمعلمات ليرفد ثقافة التربويين والتربويات ويوسع مداركهم ويحقق تفاعلية بين المراكز والأطراف وانسجاماً بين المتن والهامش، وكان حريصاً على الشراكات حفاظاً على المال العام، وغادر موقعه عفيف اليد ناصع الصفحة التاريخية باعتباره أحد رموز المرحلة التنويرية. واليوم يجدد آل الشيخ الثقة في قيادات مشاريع التطوير والتحديث، ويعيد للأذهان مكابدات الرشيد رحمه الله، لنستحضر الوفاء باعتماد الرقمية واللغة الإنجليزية، برغم الغياب منذ أكثر من 7 سنوات.

ولد الرشيد بمحافظة المجمعة عام 1944، وتخرج في المعاهد العلمية بالرياض، وتدرج أكاديميا حتى تولى عمادة كلية التربية بجامعة الملك سعود، واختير عضوا بمجلس الشورى عام 1994، ووزيرا للمعارف في 1995.