في موطن العلم والعراقة ورجال الشهامة بقلب القصيم وسط نجد؛ استقبلت الدنيا من تنبأ والداه له بمكانة مجتمعية باسقة.. وعند الجزء الشمالي من «البكيرية» التي كانت قرية صغيرة مقسَّمة قديماً إلى منطقتين شمالاً وجنوباً؛ وُلِد بداية الخمسينات الميلادية أسفل إحدى نخلتي «حوش» دار أسرته في تلك المدينة الخضراء الساحرة.. وبين «الابتدائية السعودية» والمعهد العلمي المتوسط والثانوي؛ أضاء عتمة أناة نفسه وكشف ذهب آماله العلمية.. إنه الدكتور علي النملة.
حين ودَّعت أسرته «البكيرية» في رحلة شاقة إلى «الرياض» عند السبعينات الهجرية؛ كانت صانعة الرجال والدته «حصة اللحيدان» قلقة على أبنائها خشية سقوطهم من «سلة الحمالية» فوق «قمرة قيادة» السيارة بطريق وعِرة.. ومن أمٍّ منحته ألقاب «التجلِّي»؛ خطط لمهامه بعقد نافذ على الفعل، فكان ابناً ثابتاً على العهد. وعندما أوجد منه أبوه رجلاً مُنتِجاً بمنحه حرية اختيار مساره العلمي؛ أصبح من الكبار الذين أتقنوا الجودة واعتزلوا الضجيج.. ولما افتخر بمهنة والده «السبَّاك» مسؤول ربط الماء من «ماسورة الشارع» إلى البيوت؛ عاونه بتركيب «عدَّادات المياه» عصراً، وسيَّسَه على أقفالها الصغيرة، فصال أحياء «العاصمة» القديمة التي تكاد تنقرض.
مع زوجتيه، الراحلة «رقية الشعيبي»، وخليفتها «مها الحناكي»؛ كان لهما سنداً وكانتا له بُعداً تفاؤلياً بجِبلة تخلُّق وجمال تحلُّق.. أما ابناه «حمد وعبدالله» وبناته الأربع «أروى وآلاء ونورة وندى»؛ فهذبهم بتعليم أبويه، العصامية والخير والتحدي والصبر.. ومن شقيقه «عبدالله» المغادر الدنيا بسقوط طائرته الصغيرة بالبحر؛ سمَّى ابنه الأصغر.
ولما استدعى زمناً غير مفقود؛ اختار بلا حيرة طريقاً طويلاً صوب المعرفة.. فمن «اللغة العربية» تخصصاً جامعياً؛ شمَّ بهدوء مخملي رائحة «الابتعاث»، فغنَّى سعداً وحلَّق فرحاً.. وعند خطوة مطليَّة بألوان فاقعة أوصلته للدراسات العليا بأمريكا؛ كان قلباً تائقاً لخلطة العلم.. ومن ضربات قاصمة؛ أمسك بحلاوة علم «المكتبات والمعلومات».
في «الشؤون الاجتماعية» وزيراً؛ كان «وزير المساكين» ضعيفاً أمام «الضعفاء المحتاجين»، تلذذ بخدمة «الفقير» بموشحات «أوكسجينية» متدفِّقة.. وبين وظائفه الأكاديمية والقيادية، أستاذاً وعميداً ووزيراً؛ لم يتُه عن درب البحث والتأليف.. وحين خصص ثلث يومه للكتابة والقراءة؛ عرَف كيف يناقش القيم الفكرية ومبادئها الاجتماعية.. وعند مدرَّجات «الاستشراق» وأدبياته؛ تقافز شوقاً لعلم ملأ به الدنياً دراسة وبحثاً.
حين ودَّعت أسرته «البكيرية» في رحلة شاقة إلى «الرياض» عند السبعينات الهجرية؛ كانت صانعة الرجال والدته «حصة اللحيدان» قلقة على أبنائها خشية سقوطهم من «سلة الحمالية» فوق «قمرة قيادة» السيارة بطريق وعِرة.. ومن أمٍّ منحته ألقاب «التجلِّي»؛ خطط لمهامه بعقد نافذ على الفعل، فكان ابناً ثابتاً على العهد. وعندما أوجد منه أبوه رجلاً مُنتِجاً بمنحه حرية اختيار مساره العلمي؛ أصبح من الكبار الذين أتقنوا الجودة واعتزلوا الضجيج.. ولما افتخر بمهنة والده «السبَّاك» مسؤول ربط الماء من «ماسورة الشارع» إلى البيوت؛ عاونه بتركيب «عدَّادات المياه» عصراً، وسيَّسَه على أقفالها الصغيرة، فصال أحياء «العاصمة» القديمة التي تكاد تنقرض.
مع زوجتيه، الراحلة «رقية الشعيبي»، وخليفتها «مها الحناكي»؛ كان لهما سنداً وكانتا له بُعداً تفاؤلياً بجِبلة تخلُّق وجمال تحلُّق.. أما ابناه «حمد وعبدالله» وبناته الأربع «أروى وآلاء ونورة وندى»؛ فهذبهم بتعليم أبويه، العصامية والخير والتحدي والصبر.. ومن شقيقه «عبدالله» المغادر الدنيا بسقوط طائرته الصغيرة بالبحر؛ سمَّى ابنه الأصغر.
ولما استدعى زمناً غير مفقود؛ اختار بلا حيرة طريقاً طويلاً صوب المعرفة.. فمن «اللغة العربية» تخصصاً جامعياً؛ شمَّ بهدوء مخملي رائحة «الابتعاث»، فغنَّى سعداً وحلَّق فرحاً.. وعند خطوة مطليَّة بألوان فاقعة أوصلته للدراسات العليا بأمريكا؛ كان قلباً تائقاً لخلطة العلم.. ومن ضربات قاصمة؛ أمسك بحلاوة علم «المكتبات والمعلومات».
في «الشؤون الاجتماعية» وزيراً؛ كان «وزير المساكين» ضعيفاً أمام «الضعفاء المحتاجين»، تلذذ بخدمة «الفقير» بموشحات «أوكسجينية» متدفِّقة.. وبين وظائفه الأكاديمية والقيادية، أستاذاً وعميداً ووزيراً؛ لم يتُه عن درب البحث والتأليف.. وحين خصص ثلث يومه للكتابة والقراءة؛ عرَف كيف يناقش القيم الفكرية ومبادئها الاجتماعية.. وعند مدرَّجات «الاستشراق» وأدبياته؛ تقافز شوقاً لعلم ملأ به الدنياً دراسة وبحثاً.