دعا أستاذ واستشاري غدد الصماء والسكري بجامعة الملك عبدالعزيز البروفيسور عبدالمعين عيد الآغا، إلى رصد عدد الساعات التي يقضيها الأطفال وراء الأجهزة الإلكترونية يومياً، مبيناً لـ«عكاظ» أن هناك تجاوزا كبيرا لعدد الساعات التي يجب أن يقضيها الأطفال مع الأجهزة، إذ حددت جمعية الأطفال الأمريكية ساعتين فقط يومياً لاستخدام الأطفال للأجهزة.
وجبات الدهون والسعرات
وبين أن بقاء الطفل باستمرار مع الأجهزة الإلكترونية لأكثر من ساعتين يومياً يسهم في انخفاض النشاط البدني، وارتفاع قابليته لزيادة الوزن من خلال تناول وجبات مليئة بالدهون والسعرات الحرارية، وهو ما يزيد أيضا فرص الإصابة بسكري النوع الثاني نتيجة النمط الغذائي وعدم الحركة، بجانب زيادة العنف، فكثير من الألعاب الإلكترونية تتناول العنف والحروب والمعارك واستخدام الأسلحة والعراك بمختلف الفنون القتالية، وأثبتت الدراسات أن اللعب بهذه الألعاب لفترات طويلة وبشكل متكرر يزيد الميول لاستخدام العنف عند الأطفال، كما أن عدم تقنين ساعات استخدام الأجهزة الإلكترونية يسبب الإدمان عليها، بجانب نقص الانتباه وضعف التحصيل العلمي، ومشكلات ضعف النظر وحدوث آلام الظهر والمفاصل وضعف العضلات والشعور بالخمول والكسل، والعزلة عن المجتمع، إضافة إلى الانعكاسات النفسية.
السهر لساعات طويلة
ولفت البروفيسور الآغا إلى أن السهر بمبرر ممارسة الألعاب الإلكترونية لوقت طويل ليلا يؤدي إلى صعوبة استيقاظ الطفل في الصباح وحرمان جسده من الهرمونات المهمة، مما ينتج عنه مشكلات جسدية وصحية عديدة، مع ضعف الأداء التعليمي وإن كان «عن بعد»، كما أن اعتماد الطفل بشكل أساسي على الترفيه وقضاء وقت طويل على الأجهزة الإلكترونية، والعزوف عن التفاعل وعدم المشاركة مع أفراد الأسرة والأطفال الآخرين يعد مؤشراً على ميله إلى العزلة، كما أن استخدام الأطفال الأجهزة على طاولة الطعام يعد أمرا ومؤشراً خطيراً على التعلق المرضي بالشاشات الإلكترونية.
خطة لاستثمار الوقت
ونصح البروفيسور الآغا في ختام حديثه، بضرورة تقنين استخدام الأجهزة الالكترونية عند الأطفال بحيث لا تزيد على ساعتين، ومراقبة المواقع التي يزورها الطفل على شبكة الإنترنت والألعاب التي يمارسها، وتقنين مشاهدات الفيديوهات في مواقع الإنترنت من خلال تحديد وقت يومي للألعاب الإلكترونية والتصفح ومتابعة البرامج التعليمية والترفيهية والمفيدة وإجباره على الالتزام بكل ذلك حتى لا يكون الأمر على حساب دراسته، وضرورة تحفيز الطفل على ممارسة الرياضة والأنشطة الترفيهية الأخرى، وعدم السماح باستعمال الأجهزة الإلكترونية في غرف النوم قبل النوم نهائياً.
كما شدد على وجوب الحزم مع الأطفال عند عدم تنفيذ الضوابط، واتخاذ إجراء يمنع حدوث ذلك مستقبلاً، كالمنع من اللعب مدة يوم، وبالمقابل التشجيع عند الالتزام، منع الأجهزة من مائدة الطعام، لجعل وقت الطعام منطقة خالية من الإلكترونيات حتى التلفاز، حيث إن تناول الطعام أمام الشاشات يجعل الفرد يستهلك كمية أكبر من السعرات الحرارية، كما يمكن استثمار أوقات الأطفال في تنمية هواياته، وممارسة الرياضة البدنية في المنزل، تشجيعه على اختيار ألعاب تنمي الذكاء وتزيد من مهاراته الذهنية والمعرفية.