يخشى الخبراء من قدرة حيوان مجهول على إخفاء فايروس قاتل ربما يؤدي إلى جائحة أسوأ من الموت الأسود ويقتل أكثر من 75 مليون شخص.
وأشار الخبراء إلى كيفية تمكن الفايروسات غير المعروفة التي تختبئ حاليا في الحيوانات حول العالم أن تتحول وتنتقل إلى البشر.
ومع محاربة العالم حاليا لوباء «كوفيد-19»، فإن العلماء في سباق مع الزمن للعثور على «الحيوان X»، المصدر المحتمل للجائحة التالية أو «المرض X».
وتعد الحيوانات والفايروسات الكامنة بداخلها أحد المشتبه بها الرئيسية حيث يتلامس عدد السكان المتزايد مع الطبيعة.
وحذر مسؤولو منظمة الصحة العالمية (WHO) من أن خطر الإصابة بالأمراض حيوانية المنشأ، حيث تنتقل العدوى من الحيوانات إلى البشر، يعد خطرا ناشئا.
وتقدر منظمة الصحة العالمية نحو مليار حالة مرضية وملايين الوفيات تحدث كل عام من الأمراض حيوانية المنشأ.
وقال الخبراء سابقا إنه من المحتمل أن يكون «كوفيد-19» نشأ في الخفافيش والبانغولين، قبل أن ينتقل إلى الناس. وإنفلونزا الطيور، والسارس، ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، ونيباه، والحمى الصفراء، كلها أمثلة أخرى للأمراض التي نشأت في الحيوانات قبل أن تتحول الفايروسات وتنتقل إلى البشر.
وكشفت التقارير السابقة كيف أن مرضا غير معروف يمكن أن يتسبب في حدوث الجائحة التالية، وهي ظاهرة تُعرف باسم «المرض X»، ومن المحتمل أن ينتقل هذا المرض عن طريق حيوان غير معروف، «الحيوان X».
ويخشى العلماء أن يكون الوباء القادم أسوأ من الموت الأسود، الذي أودى بحياة 75 مليون شخص، وقد تواجه البشرية أزمة صحية كل 5 سنوات.
وأخبر أنتوني لوكيت، طبيب الأمراض المعدية، صحيفة «ذي صن» كيف يمكن أن تكون الخفافيش مصدرا للوباء التالي. وقال: «الأنواع التي يمكن أن تؤوي المرض X هي الخفافيش والطيور حيث يمكن لكليهما الطيران والسفر لمسافات طويلة».
ويمكن أن تتزعزع أنماط هجرة الخفافيش ما يؤدي إلى انتشار المرض، كما شوهد في أستراليا قبل بضع سنوات، عندما نشرت الخفافيش المرض إلى البشر.
وأضاف الدكتور جوزيف سيتيل، من مركز هيلمهولتز للأبحاث البيئية، وهو مؤلف مشارك لدراسة جديدة على مستوى الأمم المتحدة حول الأوبئة المستقبلية: «من حيث المبدأ، يمكن لأي نوع أن يكون مصدرا. والاحتمال أكبر بالنسبة للمجموعات التي يوجد بها أنواع أكثر، مثل الجرذان والخفافيش. وفي النهاية، يعتمد الأمر على قدرة الأنواع على التكيف».
وكشف الكاتب البيئي جون فيدال مؤخرا عن أمراض «معدية مثل الحصبة وقاتلة مثل الإيبولا» يمكن أن تتطور وتدمر البشر.
وتحدث فيدال إلى خبراء من جميع أنحاء العالم توصلوا إلى تنبؤات قاتمة بأن الأسوأ ربما لم يأت بعد.
وفي صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، أوضح فيدال أن علماء البيئة في جامعة كوليدج لندن (UCL) أفادوا بأن 335 مرضا جديدا قد تكون قاتلة، ظهرت على مستوى العالم منذ عام 1945، وأكثر من 200 من الأمراض حيوانية المنشأ والفايروسات والبكتيريا والطفيليات والفطريات والبريونات.
ووفقا لفيدال، فإن الميكروبات، التي تحدث بشكل طبيعي في الحيوانات البرية والحيوانات الأليفة، تنتقل الآن إلى البشر.
وأضاف: «متى نصحو حقا على أكبر تهديد جديد في عصرنا؟ لقد غيرت البشرية علاقتها مع كل من الحيوانات البرية والمزروعة، ودمرت موائلها وازدحمت معها، والعملية تتسارع فقط. وإذا فشلنا في تقدير خطورة الموقف، فإن هذا الوباء الحالي قد يكون مجرد مقدمة لشيء أكثر خطورة».
وتابع: «السيناريو الكابوس الذي يتعين على الحكومات مواجهته هو ظهور مرض جديد، أو سلالة جديدة من مرض أقدم، معد مثل الحصبة، على سبيل المثال، ومميت مثل الإيبولا. وعندها يمكن أن تواجه البشرية وباء أسوأ بكثير من كوفيد-19، ربما على مستوى الموت الأسود، الذي قتل ما يصل إلى واحد من كل ثلاثة أشخاص في أوروبا في العصور الوسطى».