أكد لـ«عكاظ» استشاريان في طب النوم، أن النوم الصحي بجودة عالية يشعر المرء بالراحة، ويعيد للبدن حيويته وللذهن نشاطه، وهو كغيره من النعم لا يدرك المرء أهميته إلا إذا حرم منه ولو ليلة واحدة.
استمرار الأنشطة المعقدة
وأوضح لـ«عكاظ» البروفيسور سراج عمر ولي، والدكتور فارس الحجيلي، أن الحياة الطبيعية للإنسان تقتضي أن يقضي ما يقارب ثلث حياته نائماً، إلا أنّ معظم الناس لا يعرفون الكثير عن النوم، فيظنون أن وظائف الجسم الجسدية والعقلية تتوقف خلال النوم، وهذا اعتقاد خاطئ، فقد أثبتت الكثير من الدراسات والأبحاث أنه خلال فترة النوم تحدث الكثير من الأنشطة المعقدة، بل تكون بعض الوظائف أنشط وأكثر فعاليّة من فترة اليقظة.
معدل النوم الطبيعي
وأشارا إلى إن معدل النوم اليومي الطبيعي يتفاوت من شخص لآخر، فهو يراوح بين سبع إلى ثمان ساعات في الليلة الواحدة، وقد يزيد أو ينقص بمعدل ساعة أو ساعتين، وبالتالي فإن النوم الطبيعي عند البعض قد يصل إلى تسع ساعات، في حين أنه قد يقتصر عند البعض الآخر على ست ساعات فقط، ويتحكم في ذلك عوامل عدة أهمها الفئة العمرية، فالإنسان البالغ يحتاج إلى معدل 7 إلى 8 ساعات من النوم في اليوم والليلة، بينما يحتاج الطفل الرضيع إلى نحو ست عشرة ساعة، وربما يقل إلى ست ساعات عند كبار السن.
دورة الساعة الحيوية
وبينا أن العوامل الأخرى التي تؤثر على عدد ساعات النوم أيضا عدد ساعات الاستيقاظ، فبقدر ساعات الاستيقاظ التي تزداد مع مرور الوقت تزداد حاجة الإنسان للنوم، وكذلك دورة الساعة الحيوية للجسم والتي تخضع لدورة الشمس والقمر ولذا يشعر الإنسان بالنعاس ليلا وذلك تبعاً لإفراز هرمون (ميلاتونين) الذي يبلغ ذروته في النصف الثاني من الليل وينخفض بدرجة كبيرة لدى طلوع الشمس حيث يكون الإنسان في أوج نشاطه.
تفاوت فترة النعاس
وخلص البروفيسور ولي والدكتور الحجيلي إلى القول: في بداية النوم ينتقل الإنسان تدريجيًا من حالة اليقظة التامة إلى حالة النوم، وتسمى هذه الفترة الانتقالية بين اليقظة والنوم بفترة النعاس التي تتفاوت مدتها من شخص لآخر ومن ليلة لأخرى، وغالبا ما يتخللها العديد من الأفكار والخواطر المتفرقة في حين تسكن فيه حركة الجسم وتبدأ العضلات في الارتخاء ويعقب فترة النعاس هذه حالة النوم الفعلية.