رأت الاستشارية النفسية الدكتورة هويدا الحاج حسن، أن عدم إبلاغ الذين يتلقون العلاج من فايروس كورونا المستجد «كوفيد-19» في المستشفيات بأي حالات وفيات للأقارب انتقلوا إلى رحمة الله بسبب الفايروس مهما كانت درجة القرابة، ضرورة نفسية وعلاجية، إذ إن المريض الذي يرقد على السرير الأبيض يواجه حالة صعبة بسبب كورونا، ويكون في أمس الحاجة إلى الدعاء بالشفاء العاجل من المقربين والمحيطين به، وليس إلى أخبار غير سارة تضعف مناعته وتؤدي إلى انتكاس حالته، وخصوصاً إذا كانت الصلة قريبة جداً بين المتوفي ومتلقي العلاج على السرير الأبيض.
وقالت لـ«عكاظ»: المريض عند تلقي العلاج يواجه ضغوطا نفسية لا يمكن وصفها، وخصوصاً إذا كان الأمر يتعلق بفايروس شرس أودى بحياة وأصاب الملايين في دول العالم، إذ ما زلنا إلى الآن نعيش تداعيات كورونا في عامه الثاني، وهذا ما يكرس أهمية أن تكون جهودنا النفسية إيجابية مع المصابين في تجاوز مرحلة الخطورة بعدم نقل أي أخبار سلبية تؤثر على صحتهم.
ودعت المصابين إلى التفاؤل المستمر والدعاء لله لأنهما مصدران للهدوء ورفع المعنويات، ويعملان على تحسين النفسية، وهذا عامل مهم في زيادة المناعة الجسمانية، كما أن عليهم أن يثقوا أن الإصابة لا تعني حدوث مضاعفات مميتة، وغالبية المصابين تماثلوا للشفاء، فالقلق والخوف المفرط يؤثران سلباً على الصحة والقدرة النفسية.
رفع معنويات المريض
وأكدت الدكتورة هويدا، أنه لتحقيق التوازن مع المرض يجب رفع معنويات المريض عن طريق بث الأمل في الشفاء من المرض، فكلما ارتفع الأمل لدى المرضى كلما انخفض الشعور بالألم لديهم، فعلينا مساعدة المرضى على الشفاء وذلك بتقوية الأمل في الحياة واستثارة القوة الحيوية، فارتفاع الأمل يعكس نظرة تفاؤلية تبدد اليأس الذي يزيد من حدة الألم وقسوته، وعندما يواجه المريض الألم بتفاؤل وأمل في الشفاء تزداد القوة النفسية للمريض، ويقوى على تحمل ظروف المرض ويضعف الإحساس به.