في منتصف القرن 17، تعرضت البشرية لأحد أكثر الأوبئة خطورة في التاريخ، إذ دمر «الطاعون الأسود» أوروباً، بينما ظهرت الكمامة كأحد إجراءات الحد من تفشي العدوى. وبعد 4 قرون، عادت لتتصدر المشهد كأحد الاحترازات الوقائية ضد تفشي «كورونا».
غير أن «كمامة كورونا» الحالية، تختلف كثيراً عن «كمامة الطاعون» الشبيهة برأس الغراب، والمجهزة بمناقير طويلة تسمح بوضع نباتات عطرية لتفادي استنشاق أنفاس المرضى، ونظارات لحماية العينين، وثوب بلاستيكي وسروال جلدي، وقفازات وعصا للمس عوضاً عن الأيدي.
وبمرور الوقت، أصبحت أقنعة الطاعون تدبيراً وقائياً ضد انتشار الأوبئة منذ العصور الوسطى، إلى أن باتت اليوم جزءاً من التراث الشعبي لكرنفال البندقية. ووفق «يورونيوز» تقول المؤرخة الإيطالية ماريا لارا: «رغم أن استخدام أقنعة الوجه يبدو من الإجراءات الاحترازية غير المسبوقة، إلا أنها ظهرت عبر التاريخ حين يتطلب الوضع الصحي، غير أن الأقنعة التي ينظر لها عادة بسخرية، تطورت كثيراً عن ذي قبل».
وفي كتاب «الخيول الصفراء، تلك الأمراض التي لم يتنبأ بها أحد»، توصلت «لارا» إلى أن استخدام قناع الوجه يعود للقرن السادس قبل الميلاد، إذ ظهرت صور لأشخاص يضعون المناديل على أفواههم في المقابر تفادياً لرائحة الجثث، فيما غطى خدم الإمبراطور الصيني في القرن الـ13 وجوههم بأوشحة منسوجة حتى لا تؤثر أنفاسهم على رائحة ومذاق طعامه. غير أن الطاعون الأسود الذي قتل نحو 25 مليوناً بين عامي 1347 و1351، أسس دور الكمامة كأغرب دواء تم اختراعه على الإطلاق.
وتضيف لارا: «تعززت فائدة الكمامات حين اكتشف الفرنسي لويس باستور عوامل معدية مجهرية بمساعدة الطبيب الألماني كارل فلوج الذي أكد انتقال هذه الميكروبات عن بُعد، عبر قطرات غير مرئية، فطلب من أستاذ الجراحة أنتوني ميكوليتش راديكي تصميم قناع». ومضت لارا تقول: «وفي القرن الـ20 توطد استخدام القناع، بظهور الإنفلونزا عام 1918، التي عرفت بـ «الإنفلونزا الإسبانية»، كونها أول دولة أبلغت عن تفشي الوباء الذي قتل 50 مليون شخص، ما دفع السلطات الحكومية حول العالم لإطلاق شعار (ارتدِ قناعك وانقذ حياتك) وهو ذات الشعار الذي يتردد صداه بقوة في الوقت الحاضر».
غير أن «كمامة كورونا» الحالية، تختلف كثيراً عن «كمامة الطاعون» الشبيهة برأس الغراب، والمجهزة بمناقير طويلة تسمح بوضع نباتات عطرية لتفادي استنشاق أنفاس المرضى، ونظارات لحماية العينين، وثوب بلاستيكي وسروال جلدي، وقفازات وعصا للمس عوضاً عن الأيدي.
وبمرور الوقت، أصبحت أقنعة الطاعون تدبيراً وقائياً ضد انتشار الأوبئة منذ العصور الوسطى، إلى أن باتت اليوم جزءاً من التراث الشعبي لكرنفال البندقية. ووفق «يورونيوز» تقول المؤرخة الإيطالية ماريا لارا: «رغم أن استخدام أقنعة الوجه يبدو من الإجراءات الاحترازية غير المسبوقة، إلا أنها ظهرت عبر التاريخ حين يتطلب الوضع الصحي، غير أن الأقنعة التي ينظر لها عادة بسخرية، تطورت كثيراً عن ذي قبل».
وفي كتاب «الخيول الصفراء، تلك الأمراض التي لم يتنبأ بها أحد»، توصلت «لارا» إلى أن استخدام قناع الوجه يعود للقرن السادس قبل الميلاد، إذ ظهرت صور لأشخاص يضعون المناديل على أفواههم في المقابر تفادياً لرائحة الجثث، فيما غطى خدم الإمبراطور الصيني في القرن الـ13 وجوههم بأوشحة منسوجة حتى لا تؤثر أنفاسهم على رائحة ومذاق طعامه. غير أن الطاعون الأسود الذي قتل نحو 25 مليوناً بين عامي 1347 و1351، أسس دور الكمامة كأغرب دواء تم اختراعه على الإطلاق.
وتضيف لارا: «تعززت فائدة الكمامات حين اكتشف الفرنسي لويس باستور عوامل معدية مجهرية بمساعدة الطبيب الألماني كارل فلوج الذي أكد انتقال هذه الميكروبات عن بُعد، عبر قطرات غير مرئية، فطلب من أستاذ الجراحة أنتوني ميكوليتش راديكي تصميم قناع». ومضت لارا تقول: «وفي القرن الـ20 توطد استخدام القناع، بظهور الإنفلونزا عام 1918، التي عرفت بـ «الإنفلونزا الإسبانية»، كونها أول دولة أبلغت عن تفشي الوباء الذي قتل 50 مليون شخص، ما دفع السلطات الحكومية حول العالم لإطلاق شعار (ارتدِ قناعك وانقذ حياتك) وهو ذات الشعار الذي يتردد صداه بقوة في الوقت الحاضر».