دعا أستاذ واستشاري غدد الصماء والسكري بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين عيد الآغا، أفراد المجتمع إلى الاستفادة من قاعدة «الصوم المتقطع»، إذ بدأت هذه القاعدة تنتشر في الأوساط الطبية العلاجية لمواجهة الكثير من الأمراض وخصوصاً المزمنة، لفوائدها العديدة في تعزيز صحة الإنسان وتخليص الجسم من السموم والمحافظة على الوزن المثالي والنمط الغذائي والتفاعلات الحيوية في الجسم.
ولفت إلى أن هذه القاعدة مستوحاة وتشكل جزءا من الهدي النبوي وحكمة الشرع في صيام يومي الاثنين والخميس والأيام البيض، إذ ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يصوم الاثنين والخميس ويقول: إنهما يومان تعرض فيهما الأعمال على الله، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم رواه مسلم في الصحيح، وأيضاً عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث: صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام» متفق عليه، وكل ذلك يجسد عظمة تعاليم الإسلام في توفير صحة الجسد والروح والعقل للمسلمين ناهيك عن الأجر الأخروي بإذن الله.
ولفت إلى أن مفهوم الصوم المتقطع وفوائده على صحة الإنسان بدأ منذ عام 2014 وخصوصاً في بريطانيا، ويقصد بهذه القاعدة أن هناك بعض الأوقات من اليوم أو الأسبوع أو الشهر ينقطع فيه الإنسان عن تناول الأكل، وهناك عدة أمثلة للصوم المتقطع أشهرها أن يصوم الفرد عن الأكل لمدة 16 ساعة يسمح فيها بتناول الماء فقط و8 ساعات يأكل فيها، فإن ذلك يخلص الجسم من السموم، ويجدد نشاط الخلايا، ويعزز عمل آلية الجهاز الهضمي، ويقلل من الوزن، وينعكس فوائد ذلك على أعضاء الجسم، وهذا ما يحدث في صيام شهر رمضان الفضيل.
وأشار إلى أن هناك طريقتان للصوم المتقطع، بإمكان الفرد أن يختار الطريقة المناسبة له وهي: الطريقة الأولى: 16:8 ساعة، وفي هذه الطريقة تقتصر فترة الأكل اليومية على 8 ساعات فقط، وخلال 16 ساعة يتم شرب الماء فقط، والطريقة الثانية: 2:5، وتتضمن تناول الأكل بشكل طبيعي على مدار 5 أيام في الأسبوع، مع الصوم وخفض عدد السعرات الحرارية التي يتناولها الفرد في اليومين المتبقيين من الأسبوع ما بين 500-600 سعرة حرارية، والطريقة الثالثة، وتعد الأقل صحياً وهي عدم الصيام المتقطع، ولكن يتم فيها الاستغناء عن وجبة العشاء، أي تناول وجبتين في اليوم فقط، وملاحظة ورصد فروقات الوزن.
وتابع البروفيسور الآغا قائلاً: إن الدراسات أثبتت أن للصوم المتقطع فوائد عديدة على صحة الجسم، فهو يساعد على إفراز الهرمونات ومنها تعزيز نشاط وجودة وتركيز هرمون النمو الذي له دور في نمو أنسجة الجسم وحرق الدهون، مما يساعد على خفض الوزن، كما أثبتت الدراسات أن الصوم المتقطع يزيد من حساسية مستقبلات الإنسولين، وهذا الأمر يشكل من أهم الأسس في علاج السمنة وعلاج السكري النوع الثاني، كما يخلص الصوم المتقطع الجسم من الأنسجة التالفة وبناء الأنسجة الجديدة التي تحسن من صحة الشخص، كما كشفت الدراسات أن الصوم المتقطع له دور في تحسين نمط الجينات التي لها دور في برمجة خلايا الجسم على مدى الحياة ودفاعه لبعض الأمراض المزمنة ومنها السمنة والسكري والضغط وغيرها من الأمراض.
ومن الفوائد الإيجابية للصوم المتقطع هو تقليل نسبة حدوث الالتهابات، والحد من مستويات الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية، وحماية نسبة السكر ومقاومة الإنسولين، وجميعها مهمة لمنع الأمراض المزمنة التي تؤثر على القلب، وبعض أنواع السرطانات، وتنشيط خلايا الدماغ، وتقليل فرص حدوث مرض ألزهايمر.
وخلص البروفيسور الآغا إلى القول: يعتبر الصوم المتقطع من أهم الطرق الوقائية في تقليل آثار العمر على خلايا الجسم، فمع قاعدة الصوم المتقطع وعند التقدم في السن فإن الخلايا تحافظ على نشاطها وحيويتها، فيبدو الشخص أقل من سنوات عمره الحقيقي.