وسط الواحة الخصبة والدرَّة الخضراء مختزنة العيون والمياه العذبة، والمساحة الزراعية المُنتجة لأنواع التمور (الأحساء)؛ وُلِد بداية الأربعينات الميلادية إنسان متنوع الفنون، أديباً وشاعراً، محامياً وأكاديمياً، كاتباً وإدارياً، وزيراً وسفيراً.. ومن عيشة طفولية بتلك الواحة البهية؛ انتقل طفلاً إلى «البحرين» في مرحلة مهمة من حياته وصفها بـ«الصدمة الحضارية».. وما بين 70 عاماً لمولده ووفاته؛ آلاف القلوب المحبة، و4 وزارات وسفارتان، ودواوين شعرية ومؤلفات وروايات.. إنه الدكتور غازي القصيبي (15 أغسطس الذكرى 11 لرحيله).
من البلدة الصغيرة «القصب» بقلب «شقراء»؛ انتقل جَدُّه الثالث إلى «حريملاء» طفلاً صغيراً فلُقِّب بـ«القصيبي»، ثم نزحت عائلته إلى مسقط رأسه (الأحساء)، ومنها هاجرت إلى «المنامة».. وفي عاطفة انتماء وحنين لتراب بلاده؛ يحسُّ أنه وُلِد في كل رملة بـ«السعودية»، والتصق بكل قطرة لشواطئها، وامتزج مع كل غيمة بسمائها. وفي بيئة «حزن» صاحبت خروجه للدنيا لأبٍ نجدي وأمٍّ حجازية؛ رحلت والدته بـ«التيفوئيد» في شهره التاسع، ومات جَدُّه لوالدته قبيل ولادته.. ومن طفل «هادئ» يفصل 5 أعوام لأقرب إخوته؛ تأرجح بين «والد» صارم يُحرِّم الخروج للشارع، وجَدَّته لأمه مُفرِطة بـ«الشفقة».. ولما دخل «الابتدائية»؛ تحرر من «العزلة» بصُحبة مُمتعة.
ومع حِدة والده على أطفاله؛ إلا أنه علَّمه الاستقلالية، فلم يرغمه على العمل معه «تاجراً» عقب انتهائه من «الجامعة»، إنما عاضده لابتعاثه الحكومي إلى أمريكا.. ومن ابتعاد إجباري عن تخصص أحبه «القانون الدولي»؛ انتقل مضطراً لآخر لم يرغبه «العلاقات الدولية»، للبقاء بجوار أخيه «نبيل» الذي يُعَالج في «لوس أنجلوس».
بين «الشعر» كموسيقى وترف للعقول الخاصة، و«الرواية» كطعام دسم للعقول العامة؛ تغنى الناس بأشجى قصائده، وعكفوا على قراءة مؤلفاته من جديد.. وبين انفجار ذاكرته الإبداعية وتغذيته للذائقة الأدبية؛ تتلمذ على مؤلفاته جيل أحب القراءة.. وحين سُكِبت إبداعاته على هيئة لوحات فنية؛ برز جانبا الصدق والمكابدة في قصائده ورواياته.
وعند وهجه اليومي إدارياً وأديباً؛ كان حاضراً بمواقفه الخيرية والإنسانية.. وحين أدار وقته بقانون «الإنجاز»؛ تعلَّم أن للفشل ثمناً باهظاً كما أن للنجاح ثمناً مرتفعاً، وطبَّق مبدأ «السلطة بلا حزم خطر، وحزم بلا رحمة طغيان».. وفي قاعة الدرس أستاذاً جامعياً؛ اعتبر «رسوب» تلميذه عجزاً منه على توصيل المعلومة.
من البلدة الصغيرة «القصب» بقلب «شقراء»؛ انتقل جَدُّه الثالث إلى «حريملاء» طفلاً صغيراً فلُقِّب بـ«القصيبي»، ثم نزحت عائلته إلى مسقط رأسه (الأحساء)، ومنها هاجرت إلى «المنامة».. وفي عاطفة انتماء وحنين لتراب بلاده؛ يحسُّ أنه وُلِد في كل رملة بـ«السعودية»، والتصق بكل قطرة لشواطئها، وامتزج مع كل غيمة بسمائها. وفي بيئة «حزن» صاحبت خروجه للدنيا لأبٍ نجدي وأمٍّ حجازية؛ رحلت والدته بـ«التيفوئيد» في شهره التاسع، ومات جَدُّه لوالدته قبيل ولادته.. ومن طفل «هادئ» يفصل 5 أعوام لأقرب إخوته؛ تأرجح بين «والد» صارم يُحرِّم الخروج للشارع، وجَدَّته لأمه مُفرِطة بـ«الشفقة».. ولما دخل «الابتدائية»؛ تحرر من «العزلة» بصُحبة مُمتعة.
ومع حِدة والده على أطفاله؛ إلا أنه علَّمه الاستقلالية، فلم يرغمه على العمل معه «تاجراً» عقب انتهائه من «الجامعة»، إنما عاضده لابتعاثه الحكومي إلى أمريكا.. ومن ابتعاد إجباري عن تخصص أحبه «القانون الدولي»؛ انتقل مضطراً لآخر لم يرغبه «العلاقات الدولية»، للبقاء بجوار أخيه «نبيل» الذي يُعَالج في «لوس أنجلوس».
بين «الشعر» كموسيقى وترف للعقول الخاصة، و«الرواية» كطعام دسم للعقول العامة؛ تغنى الناس بأشجى قصائده، وعكفوا على قراءة مؤلفاته من جديد.. وبين انفجار ذاكرته الإبداعية وتغذيته للذائقة الأدبية؛ تتلمذ على مؤلفاته جيل أحب القراءة.. وحين سُكِبت إبداعاته على هيئة لوحات فنية؛ برز جانبا الصدق والمكابدة في قصائده ورواياته.
وعند وهجه اليومي إدارياً وأديباً؛ كان حاضراً بمواقفه الخيرية والإنسانية.. وحين أدار وقته بقانون «الإنجاز»؛ تعلَّم أن للفشل ثمناً باهظاً كما أن للنجاح ثمناً مرتفعاً، وطبَّق مبدأ «السلطة بلا حزم خطر، وحزم بلا رحمة طغيان».. وفي قاعة الدرس أستاذاً جامعياً؛ اعتبر «رسوب» تلميذه عجزاً منه على توصيل المعلومة.