دعا أستاذ واستشاري الأطفال والغدد الصماء والسكري بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين عيد الآغا، المشاركين في «قروبات داء السكري» التي تم إنشاؤها من قبل بعض أهالي مرضى الأطفال المصابين بداء السكري، إلى عدم إرباك أهالي مرضى الأطفال الآخرين وخصوصاً حديثي الإصابة من خلال التدخل في نوعية العلاج أو جرعات الانسولين.
وبين الآغا لـ«عكاظ»، أنه وللأسف لوحظ في الفترة الأخيرة أن كثيراً من الحالات المشاركة في مثل هذه القروبات تعرضت لحدوث اختلال في نسبة السكر؛ بسبب عدم حصول الطفل على الجرعات المطلوبة؛ نتيجة انصياع أولياء الأمور لنصائح أهالي أطفال المرضى الموجودين في تلك القروبات، مما يترتب عليه عواقب خطيرة قد تؤدي بالطفل المصاب إلى حدوث مضاعفات -لا سمح الله-.
واستشهد البروفيسور الآغا بقصة طفل حديث الإصابة وتم علاجه داخل عيادة طبيب السكري وإعادة نسبة السكري لديه في حدوده الطبيعي، وتحديد نوع العلاج وجرعات الإنسولين، إلا أنه في اليوم التالي راجعت والدته عيادة طبيب السكري، موضحة أن حالة الطفل لم تستقر وارتفع السكر لديه مجدداً، واتضح في ما بعد أن الطفل لم يحصل على الجرعات المحددة والموصوفة من قبل الطبيب، بل استمعت الأم إلى نصائح إحدى المشاركات في أحد قروبات داء السكري الذي انتسبت إليه، إذ وجهتها بالجرعات التي وصفت لابنها، وهذا السبب أدى إلى عدم استقرار حالة ابنها المصاب، وهنا تم التوضيح لها أن جرعات السكري ونوعية الإنسولين تختلف من طفل لآخر، فهناك عوامل عديدة يتم من خلالها وصف العلاج لأطفال السكري، وأهم هذه العوامل دراسة حالة الطفل وإجراء التحاليل والفحوصات اللازمة له، وبالتالي فإن عدم التقيد بنصائح الطبيب المعالج يؤدي إلى حدوث ارتفاع نسبة السكر، ويهدم الجهود المبذولة من الفريق الطبي المعالج.
وأشار إلى أنه يتم علاج الأطفال المصابين بالسكري وفق منظومة متكاملة وفريق طبي يشمل الطبيب والتمريض والتثقيف الغذائي والصحي، ويشارك الأهالي في هذه المسؤولية من خلال تنفيذ التعليمات الطبية، وفي حال وجود أي استفسارات أو تساؤلات متعلقة بطفل السكري فينصح بمراجعة الطبيب بحكم تخصصه ومسؤوليته في علاج الطفل.
ولم يقلل البروفيسور الأغا من شأن أهمية وجود مثل هذه القروبات التي يتبادل فيها أهالي المرضى تجاربهم وقصصهم، إذ قد تكون إيجابية ومفيدة إذا كانت في إطارها التوعوي الصحي دون التدخل في نوع العلاج أو جرعات الإنسولين، إذ يجب أن تسخر هذه القروبات في جوانبها التوعوية الصحية والتغذوية، وفي أهمية ممارسة الرياضة وقياس نسب السكري وغيرها من المعلومات المفيدة التي تعزز من صحة مريض السكري وليس العكس، فالتدخل العلاجي وتوجيه المرضى الأطفال بكميات الإنسولين ونوعية العلاجات عبر القروبات يجعل هذه الدردشات خطرة، فتحديد الجرعات ونوعية العلاج من شأن الطبيب المعالج فقط، ويجب أن يتقيد به الجميع.