الإعلان عن مهمة الإمارات لاستكشاف الزهرة وحزام الكويكبات ضمن مشاريع الخمسين (وكالة أنباء الإمارات)
الإعلان عن مهمة الإمارات لاستكشاف الزهرة وحزام الكويكبات ضمن مشاريع الخمسين (وكالة أنباء الإمارات)
-A +A
«عكاظ» (أبوظبي)

أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة مهمة جديدة في مجال الفضاء تتضمن بناء مركبة فضائية إماراتية تقطع رحلة مقدارها 3.6 مليار كيلومتر تصل خلالها كوكب الزهرة وسبعة كويكبات ضمن المجموعة الشمسية وتنفذ هبوطاً تاريخياً على آخر كويكب ضمن رحلتها التي تستمر خمس سنوات.

وينطلق المشروع الفضائي الإماراتي لاستكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات داخل المجموعة الشمسية إيذاناً ببدء رحلة فضائية علمية لقطع 3.6 مليار كيلومتر في الفضاء العميق والوصول إلى كوكب الزهرة وحزام الكويكبات ضمن المجموعة الشمسية، وتحقيق أول هبوط عربي على كويكب يبعد عن كوكب الأرض 560 مليون كيلومتر، لتكون الإمارات أول دولة عربية ورابع دولة عالمياً ترسل مهمة فضائية لكوكب الزهرة وحزام الكويكبات في المجموعة الشمسية.

ويستكشف المشروع الفضائي الإماراتي الجديد حقائق علمية عن تشكّل المجموعة الشمسية. وذلك بعدما نجحت الإمارات في فبراير 2021 في تحقيق إنجاز تاريخي بإرسال أول مسبار عربي إلى مدار المريخ في فبراير الماضي، وكانت خامس دولة في العالم تصل إلى الكوكب الأحمر.

وقال نائب رئيس دولة الإمارات ورئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «مسيرة دولة الإمارات في مجال الفضاء لا تزال في بدايتها.. ورحلاتنا مستمرة.. واستكشافاتنا لن تتوقف.. وطموحات شبابنا ليس لها سقف».

وأضاف: «لسنا أقل من غيرنا.. ولدينا مشاريع لتخريج علماء فضاء ورواد فضاء وبناء مركبات فضاء.. ثلث نجوم السماء تحمل أسماء عربية لأننا كنا هناك».

وقال ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: «كوادرنا ومواهبنا المواطنة ومؤسساتنا الأكاديمية والبحثية التي حققت إنجازات نوعية في قطاع الفضاء قادرة على تولي مهمة المشروع الفضائي الجديد».

أهداف علمية للإنسانية

وتستهدف «مهمة الإمارات لاستكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات» استكشاف مجموعة كويكبات داخل المجموعة الشمسية لم تصل إليها أية مهمة فضائية من قبل وفهم ظروف تشكّل المجموعة الشمسية بدراسة حزام الكويكبات، وتسهم في تطوير تقنيات متقدمة وابتكارات تكنولوجية في مختلف قطاعات وتخصصات وعلوم الفضاء.

7 سنوات من العمل على المركبة الفضائية

ويتضمن المشروع الفضائي الجديد إرسال مركبة فضائية لاستكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات داخل المجموعة الشمسية، وسيستغرق تطوير المركبة 7 سنوات، على أن تكون جاهزة للانطلاق في رحلته الفضائية، ضمن نافذة إطلاق تحدد لها بداية 2028، وسوف تقطع المركبة الفضائية في هذه الرحلة الاستثنائية مسافة تقدر بنحو 3.6 مليار كيلومتر.

وتستغرق مدة المهمة العلمية لمشروع الإمارات لاستكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات 5 سنوات تمتد من عام 2028 وحتى عام 2033.

ويعد مشروع الإمارات لاستكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات أول مهمة فضائية عربية من نوعها، إذ سيستكشف كوكب الزهرة ومعلومات عن الأرض، إضافة إلى جمع بيانات علمية غير مسبوقة عن 7 كويكبات ضمن حزام الكويكبات داخل المجموعة الشمسية، على أن تهبط المركبة على آخر كويكب من الكويكبات السبعة يبعد عن الأرض 560 مليون كيلومتر.

مهمة فضائية تاريخية جديدة

بدورها أكدت وزير دولة للتكنولوجيا المتقدمة رئيسة وكالة الإمارات للفضاء سارة يوسف الأميري: «هذه مهمة فضائية تاريخية جديدة لدولة الإمارات لتكون رابع دولة عالمياً ترسل مهمة لكوكب الزهرة وحزام الكويكبات»، وبيّنت أن أهمية المهمة الفضائية الإماراتية الجديدة تكمن في مساهمتها في استكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات وجمع بيانات علمية غير مسبوقة عن تكوين الكواكب في المجموعة الشمسية، لتساهم دولة الإمارات في كشف تلك المعلومات العلمية التي تتيح للبشرية فهماً أعمق للكون والمجموعة الشمسية.

5 سنوات في مهمته العلمية

وستبتعد المهمة عن الشمس بواقع 440 مليون كيلومتر مما يتطلب تقنيات خاصة لتشغيل المركبة الفضائية بطاقة شمسية قليلة جداً. كما سيتم تصميم المركبة الفضائية الإماراتية لتبقى في مهمتها العلمية مدة خمس سنوات متواصلة، وذلك عبر تغليف حراري وميكانيكي مختلف بسبب عبور المركبة الفضائية في مساره عبر سديم من الأجرام في الفضاء.

حول حزام الكويكبات

حزام الكويكبات الذي يستهدف المشروع الفضائي الإماراتي الجديد استكشافه ضمن المجموعة الشمسية هو قرص نجمي دوار يقع بين كوكبي المريخ والمشتري على بعد 300 إلى 450 مليون كيلومتر من الشمس وهو ما يعادل من ضعفين إلى ثلاثة أضعاف المسافة بين الأرض والشمس، وتعادل مساحة حزام الكويكبات 50 تريليون كيلومتر مربع. ويضم مليارات الأجسام والأجرام التي يتراوح حجمها من أحجار صغيرة إلى كويكبات يبلغ حجمها ثلث حجم القمر.



تعاون مع الجامعات ومراكز الأبحاث

ويتعاون مشروع استكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات داخل النظام الشمسي مع أهم الجامعات والمراكز البحثية المحلية والعالمية لدعم المشروع بالدراسات والأبحاث اللازمة، وإجراء جميع الاختبارات المطلوبة، ضمن مختلف مراحل المشروع. وسيتم التعاون في المرحلة الأولى مع كل من جامعة الإمارات وجامعة خليفة ومختبر فيزياء الغلاف الجوي والفضاء لدى جامعة كولورادو.

أما النتائج المرجوة للمهمة الفضائية الإماراتية الجديدة فهي المساهمة في تطوير القدرات العلمية والتقنية للدولة، وإعادة صياغة مفاهيم ونظريات علمية، كما ستعمل على تشجيع الكوادر الوطنية لإنشاء مشاريع متخصصة في العلوم والتكنولوجيا والمجالات المرتبطة بالفضاء كالملاحة الفضائية وأنظمة التوجيه والتحكم، إلى جانب جذب المواهب والكفاءات العلمية والتقنية إلى الدولة، وسيلعب القطاع الخاص دوراً مهما في المشروع، بما يعزز نمو وازدهار قطاع الفضاء الإماراتي ككل.

ويأتي إعلان دولة الإمارات المشروع الفضائي الجديد لاستكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات، ضمن «مشاريع الخمسين» التي تؤسس لدورة تنموية جديدة من المشاريع الإستراتيجية الوطنية، الهادفة إلى إطلاق مرحلة جديدة من نموها الداخلي والخارجي، لترسيخ مكانتها الإقليمية والعالمية الريادية في كافة القطاعات، لاسيما قطاع استكشاف الفضاء، والعمل على الارتقاء بتنافسية الإنسان على أرض الإمارات، وصولاً إلى أفضل المراتب عالمياً.