-A +A
«عكاظ» (جدة)

أكد لـ«عكاظ» استشاري طب الأطفال وغدد الصماء والسكري بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين عيد الآغا، أن اعتقاد البعض أن الحركة المنزلية تكفي لمواجهة بدانة الأطفال والتخلص من الكيلوغرامات الزائدة هو اعتقاد خاطئ لا يخدم الأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن، مبينا أن الحركة المنزلية لا تعد رياضة، بل يجب أن يكون هناك تمرين منظم أو رياضة لا تقل مدته عن ساعة يوميا.

ولفت إلى أن هناك 13 إجراء صحيا يتم من خلالها تقييم بدانة الأطفال وهي:

⁃ التاريخ المرضي للبدانة، حيث إن بدانة أحد الوالدين أو كليهما مؤشّر مهمّ، وبالتالي ينبغي أن يتضمّن تاريخ الأسرة معلومات عن البدانة في الأقارب من الدرجة الأولى (الآباء، والأشقاء)، كما ينبغي أن يتضمّن معلومات مضاعفات البدانة، مثل: أمراض القلب والشرايين، وارتفاع ضغط الدم، والسكّري من النوع الثاني، وتشحّم الكبد، والمرارة، وقصور الجهاز التنفسي.

⁃ تاريخ بدء البدانة، والمعلومات حول نمط الحياة، سواء كان من العادات الغذائية أو ممارسة الرياضة للطفل.

⁃ معرفة علاقة الرضاعة الاصطناعية بالبدانة والوراثة، فإذا بدأت البدانة مبكرا فربما تكون بسبب الرضاعة الاصطناعية أو الوراثة.

⁃ التاريخ الغذائي، ويشمل تحديد الأطعمة ذات السعرات الحراريّة المرتفعة، وتقييم أنماط الأكل (توقيت ومحتوى الوجبات الرئيسية، والوجبات الخفيفة).

⁃ تقييم الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشة، سواء كانت (التلفاز، أو البلاي ستيشن، أو ألعاب الفيديو، أو وسائل التواصل الاجتماعي).

وأشار البروفيسور الآغا إلى أن إجراءات تقييم بدانة الأطفال تتضمن أيضا:

⁃ الفحص السريري من خلال حساب مؤشّر كتلة الجسم، ومعرفة هل الوزن طبيعي، أم زائد، وقياس محيط الخصر، ونسبته إلى محيط الورك (يمكن استخدامهما لتقييم البدانة الحشويّة، التي ترتبط بزيادة الإصابة بأمراض القلب والشرايين، ومتلازمة التمثيل الغذائي، وتكيس المبايض، ومقاومة الإنسولين).

⁃ مدى وجود سمات المتلازمات الوراثيّة المرتبطة بالبدانة أو عدمه.

⁃ فحص البطن للتأكّد من وجود تضخّم الكبد كمؤشر لتشحّمه، والذي يعد أحد مضاعفات البدانة.

⁃ قياس الضغط الشرياني، وهل هو مرتفع أم لا، حيث إن ارتفاعه (يعرّف إذا كان الضغط الشرياني أكثر من 95% للجنس، والعمر، والطول في ثلاثة أوقات منفصلة) يزيد من مخاطر أمراض القلب والشرايين على المدى الطويل لدى الأطفال الذين يعانون من البدانة، وقد يكون ارتفاع ضغط الدم من سمات (متلازمة كوشينج).

⁃ فحص توزيع الدهون في الجسم، حيث إن ذلك يختلف ما بين المسببات للبدانة، فالدهون الزائدة نتيجة الإفراط في التغذية تكون في الجذع والأطراف، بينما يتركز توزيعها في (متلازمة كوشينج) بين الكتفين، والوجه، والعنق، والجذع، وتكون الأطراف نحيفة.

⁃ فحص الرقبة والإبط للتأكد من وجود اسمرار أو زيادة سُمك البشرة (الشوّاك الأسود)، لأنه يرتبط بداء السكّري النوع الثاني، أو مقاومة هرمون الإنسولين، أو تكيس المبايض.

⁃ إجراء بعض التحليلات ومنها تحليل نسبة هرمون الانسولين، فإذا كانت مرتفعة فإنها تدل على مرحلة ما قبل السكّري، وتحليل وظائف الكبد للتأكّد من عدم وجود تشحّم (ارتفاع إنزيمات الكبد فوق المعدلات الطبيعية).

⁃ إجراءات الفحوصات الإشعاعيّة ومنها أشعّة الموجات فوق الصوتيّة للبطن للتأكّد من عدم وجود حصى المرارة، وعدم وجود تشحّم الكبد، وعمل أشعة الموجات فوق الصوتية للمبيضين للتأكّد من عدم وجود تكيّس.

وحول العلاج اختتم البروفيسور الآغا بالقول:

علاج زيادة الوزن يتوقف على حالة الأطفال، إذ يتم تشخيص الطفل ودراسة وضعه ووضع العلاج المناسب، ولكن بشكل عام هناك أربع مراحل علاجية وهي:

⁃ العلاج الغذائي من خلال تحديد كميّة السعرات الحراريّة من قِبَل أخصّائي التغذيّة، والاعتماد على الحمية الغذائية الصحية المتوازنة، الغنية بالعناصر المختلفة، مثل: البروتينات، والفيتامينات، والمعادن، والتقليل من العصيرات والمشروبات المحلاة، والحد من الوجبات السريعة، وممارسة الرياضة.

⁃ العلاج السلوكي إذ يجب أن تشارك الأسرة في العلاج السلوكي للأطفال واليافعين، لتشجيعهم على إنقاص الوزن، ومتابعة أخصائي سلوكيات أو أخصائي نفسي إذا كان الطفل يعاني من الضعف النفسي أو الاكتئاب بسبب الوزن الزائد.

⁃ العلاج الدوائي، وصف العقاقير العلاجية ضمن خطة العلاج الشامل، وخصوصا لمن لم يتمكنوا من إنقاص الوزن بالرغم من العلاج الغذائي والسلوكي والنشاط البدني، أو ظهرت بعض المضاعفات الناتجة عن البدانة مثل مقاومة الإنسولين، أو السكري من النوع الثاني، أو ارتفاع ضغط الدم، أو تشحم الكبد، أو ارتفاع الكوليسترول، أو تكيس المبايض لدى الإناث.

⁃ العلاج الجراحي، فجراحة إنقاص الوزن قد تكون الخيار والحل الأمثل لليافعين والبالغين الذين يعانون من البدانة المفرطة، ولم يتمكنوا من إنقاص الوزن بالعلاج الغذائي والسلوكي والنشاط البدني، وكان وزنهم يشكل تهديدا لصحتهم.