-A +A
«عكاظ» (جدة) Okaz_online@
عامان تقريباً على دخول «كوفيد ١٩» حياتنا. طوّقنا بقيود لا حدود لها. بلدانٌ تواصل اعتماد تدابير من أجل تقييد تنقّل الأشخاص في إطار الجهود الرامية إلى خفض عدد المصابين بالمرض. وواقع جديد فرضه على العالم متمثل في العمل عن بُعد والبطالة المؤقتة في دول كثيرة من العالم وارتباك تعليم الأطفال في المنزل وغياب الاتصال المباشر مع أفراد الأسرة الآخرين والأصدقاء والزملاء الذي يتطلب بعض الوقت.

وفي يوم الصحة النفسية العالمي، نبهت الأمم المتحدة إلى أن التكيّف مع هذه التغيرات في نمط الحياة، وإدارة مشاعر الخوف من الإصابة بعدوى الفايروس، والشعور بالقلق إزاء أقربائنا المعرضين للخطر بشكل خاص تمثل تحدياً لنا جميعاً. وقد تكون هذه الظروف صعبة بالنسبة للأشخاص المصابين باعتلالات الصحة النفسية بشكل خاص، ونصحت البشرية باكتساب عادات يومية جديدة، بالتعوّد على الاستيقاظ والذهاب إلى السرير في الأوقات نفسها يومياً، والوجبات الصحية المنتظمة، وممارسة الرياضة، وتخصيص وقت للعمل ووقت للراحة، وتقليل متابعة الأخبار، واستمرار التفاعل في حساباتك على وسائل التواصل الاجتماعي بترويج قصص إيجابية ومليئة بالأمل. وصحّح المعلومات الخاطئة كلما صادفتك، ومساعدة الغير.


وتؤكد الأمم المتحدة في تقريرها السنوي أنه كان لجائحة كوفيد-19 أثر فادح على الصحة النفسية للناس، وقد تضررت بعض الفئات من ذلك بشكل خاص، بما يشمل العاملين في الرعاية الصحية وفي الخطوط الأمامية، والطلاب والأشخاص الذين يعيشون بمفردهم والمصابين بحالات صحية نفسية أصلاً. وفي الوقت ذاته تعطلت بشدة خدمات الصحة النفسية والعصبية وخدمات اضطرابات تعاطي مواد الإدمان.

غير أن ثمة ما يدعو إلى التفاؤل. فأثناء جمعية الصحة العالمية المعقودة في مايو 2021، أقرّت الحكومات من جميع أقطار العالم بالحاجة إلى الارتقاء بنوعية خدمات الصحة النفسية على جميع المستويات. وقد ابتكرت بعض البلدان بالفعل سبلاً جديدة لتقديم رعاية الصحة النفسية لسكانها.