يحتفل فيه المجتمع الدولي اليوم (السبت) 20 نوفمبر بيوم الطفل العالمي، وحول ذلك، أكد لـ«عكاظ» استاذ واستشاري طب الأطفال والغدد الصماء والسكري بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين عيد الآغا، أن التحديات التي تواجه صحة الأطفال وخصوصاً اليافعين والمراهقين عديدة في وقتنا الحاضر الذي يشهد هيمنة التكنولوجيا، والتغيّر في النمط الغذائي، وغياب ممارسة الرياضة، مبيناً أن حلول جميع هذه التحديات هي بيد الأسرة قبل أن تتوسع دائرتها وتصبح كبيرة وتطرق أبواب المستشفيات.
واستشهد الآغا ببيت الشعر القائل: «وينشأ ناشئُ الفتيان منَّا... على ما كانَ عوَّده أبُوه»، ومن هنا تتضح المسؤولية الكبيرة التي تقع على الوالدين في حث أبنائهم على اتباع السلوكيات الصحية، إذ يكتسب الأطفال من الوالدين كل ما يشاهدونه ويلمسونه في تعاملاتهما وسلوكياتهما الاجتماعية والصحية، فالتحديات الصحية التي يشكو منها الأطفال في كثير من البيوت تعود أسبابها إلى النمط الاجتماعي المتبع من الوالدين وهي كالآتي:
• لا تتردد الأسرة في زيادة استهلاك الطعام من خارج البيت وبشكل مسرف للغاية، وهو ما يترتب عليه زيادة أوزان الأطفال بجانب زيادة أوزان الوالدين، فهنا ذهبت القدوة وأصبح اهتمام الأطفال في تناول الوجبات السريعة بعيداً عن الأكل الصحي المنزلي.
• تنصح الأسرة أبناءها بممارسة الرياضة دون أن يمارس الوالدان أي نشاط رياضي، وهنا قد لا يستمع الأبناء إلى النصائح لكون الأمر ليس مهماً لأنهم وجدوا الأسرة لا تهتم هي الأخرى بممارسة أي نشاط رياضي، فالأسرة هي القدوة، وتكون القدوة هنا باصطحاب الأبناء مثلاً للأماكن المخصصة للمشي التي وفرتها الجهات المختصة وممارسة الرياضة الجماعية.
• عدم حزم الوالدين عند رؤية الأبناء يقضون ساعات طويلة جداً تفوق المتوقع وراء الأجهزة والألعاب الإلكترونية، وهو ما يترتب عليه الكثير من المشكلات الصحية والجسدية والعقلية بجانب الآثار الاجتماعية الأخرى، وهنا يجب أن يكون الوالدان حازمين في هذا الأمر، فالنصيحة العالمية لأكاديمية طب الأطفال الأمريكية هي ألا يستخدم الأطفال الأجهزة أكثر من ساعتين في اليوم.
وأشار الآغا إلى أن السمنة ترفع احتمالات إصابة الأطفال بالسكري «النمط الثاني»، الذي لم يكن معروفاً قبل عقود سابقة إلا لدى البالغين وكبار السن، ويرجع سببه الأساسي إلى انتشار السمنة، والعديد من الدراسات الطبية أوضحت أن كثيراً من أطفال مجتمعنا السعودي يعانون ارتفاعاً ملحوظاً في الأوزان التي لا تتفق مع أطوالهم؛ نتيجة زيادة تناول الوجبات السريعة، وعدم ممارسة أي نشاط رياضي، والجلوس ساعات طويلة على الأجهزة الإلكترونية، وتناول الأطعمة التي تحتوي على نسب عالية من الدهون، وزيادة تناول المشروبات الغازية.
وشدد البروفيسور الآغا على دور الوالدين في حماية أبنائهما من أمراض العصر المكتسبة بسبب السلوكيات الغذائية الخاطئة، وأن يكونوا خير قدوة لهم في اتباع العادات الصحية الصحيحة، والحرص على توجيه الأطفال للتخلص من كل العادات غير الصحية، إضافة إلى ضبط النفس وتعويدها على السلوكيات الصحيحة ومنها الاعتدال في تناول الطعام، وممارسة الرياضة المشي، والحد من استخدام الأجهزة الإلكترونية.