دعا استشاري العقم وأطفال الأنابيب وجراحات المناظير النسائية الدكتور نبيل بن محمد إعجاز براشا، الشابات المقبلات على الزواج ويعانين من السمنة أو زيادة الوزن إلى ضرورة إنقاص الوزن تفادياً للمشكلات التي تعيق حدوث الحمل.
وبين في حديثه إلى «عكاظ» أن بعض الشابات يعتقدن أن السمنة تؤثر فقط على المظهر الخارجي للمرأة، دون أن يعلمن أن هناك تأثيرات خطيرة للسمنة على الجسم بما فيها الحمل، حيث إن هرمونات الأنوثة والتبويض والإخصاب تتأثر بشكل كبير مع زيادة الوزن، حيث تفرز الخلايا الدهنية هرمون اللبتن الذي يسبب اضطراب في عمل الغدة النخامية التي تسيطر على عمل المبيض، وبالتالي فإن الوزن الزائد يزيد احتمالات حدوث ضعف التبويض (الإباضة)، أو القدرة على إطلاق البويضة بانتظام من أجل الحمل، إضافة إلى أن زيادة الوزن تزيد المشكلات المصاحبة لمريضات تكيسات المبايض وتمنع التبويض لديهن، لذا قد يتأخر الحمل إلى حين إنقاص الوزن.
وأشار إلى أن الأبحاث العلمية أثبتت أن زيادة الوزن تؤثر على الإباضة لدى مريضة السمنة، فى حين أنها لو فقدت 10% فقط من وزنها فإن ذلك يرفع معدل الإباضة من 15% إلى 70%، مما يزيد من فرص الحمل الشهرية إلى المستوى الطبيعي، كما تؤثر السمنة على جودة البويضات وتقلل من نسب حدوث الحمل، وحتى فى حالة حدوثه تكون نسب الإجهاض أعلى، كما تؤثر أيضا على ثبات الأجنة، فالمرأة البدينة تكون أكثر عرضة للإجهاض، كما قد تؤدى السمنة إلى عيوب خلقية فى الجنين كمشكلات فى النخاع الشوكي.
وأكمل أن الدراسات أثبتت أيضاً أن السيدة التي تعاني من زيادة الوزن تحتاج إلى وقت أكثر لحدوث الحمل، وهذا يعني أن زيادة الوزن قد تؤخر الحمل أي تمنعه بشكل مؤقت، وذلك بسبب عدم انتظام التبويض، كما أن فرصة استقبال البويضة في بطانة الرحم تكون أقل بسبب خلل في بطانة الرحم، وحتى مع استعمال الأدوية المنشطة للمبيض وإجراءات المساعدة على الإنجاب تبقى مهمة إنقاص الوزن ضرورية لمواجهة المشكلة.
وجدد الدكتور براشا التأكيد، أن الحفاظ على وزن صحي يساعد في زيادة فرص الحمل،
وتتعدد الوسائل التي يمكن من خلالها تخسيس الوزن مثل الحمية والرياضة وقد يستوجب التدخل الجراحي في إجراء عملية مثل التكميم عندما تكون كتلة الوزن أعلى من 35 ومصاحبة بمرض الضغط أو السكر، وذلك بعد فشل محاولات إنقاص الوزن، وأهم هذه الوسائل هو تغير في أسلوب الحياة بشكل عام وذلك يتضمن تغير في الوجبات الغذائية وزيادة في معدل استهلاك الطاقة عن طريق الرياضة.
وتابع: بالنسبة للعادات الغذائية فكل ما هو مطلوب تقليل حجم الوجبة الغذائية وتجنب المواد السكرية، أما بالنسبة للرياضة فتحتاج السيدة إلى بذل مجهود بدني مثل المشي أو الركض أو استعمال الدراجة أو السباحة لنحو 30-45 دقيقة يوميًا، كما يمكن للسيدة التي تشكو من زيادة الوزن الانتساب لأي مركز رياضي نسائي خاص بالتخسيس وهي منتشرة بكثرة وجميعها تتعامل مع المنتسبين لها تحت الإشراف الصحي.