حذر طبيب الجلدية الدكتور هيثم محمود شاولي، أفراد المجتمع من استخدام معجون الأسنان في معالجة بعض الحروق المنزلية، مبيناً لـ«عكاظ» أن العديد من ربات البيوت أو الآباء يستخدمون المعجون في تهدئة الألم الناتج عن الاحتراق الخفيف أو المتوسط مثل انسكاب القهوة أو الشاي أو الماء الحار على اليدين، أو التعرض لبخار الماء والأجسام الساخنة، وأيضاً النار، والمواد الكيميائية، وفي حالات نادرة التعرض المفرط لأشعة الشمس خارج المنزل.
وقال شاولي إن وضع معجون الأسنان في أماكن إصابات الحروق يؤدي إلى حبس الحرارة تحت الجلد بسبب فلوريد الصوديوم، كما أنه قد يتسبب بتلوث الحروق، والأولى في هذه الحالة هو تبريد الموضع بمياه جارية فاترة لمدة 15-20 دقيقة، والابتعاد عن الثلج أو ماء الثلج، والتأكد من عدم تعلق أي شيء بالجرح، وضرورة تغطية الجرح بعد وضع الكريم المخصص للحروق بشريط لاصق أو كيس بلاستيكي نظيف للحروق، مع استخدام المُسكن عند الشعور بالألم.
ولفت إلى أن هناك حالات تستدعي التوجه لطوارئ المستشفيات إذا كان الحرق كبيراً ولا يمكن علاجه في المنزل بالكريمات المخصصة للحروق، فالحروق الكبيرة والعميقة يجب علاجها في المستشفى لمنع العدوى، والتحكم بالألم، كما أن هناك حالات حروق تستدعي مراجعة المستشفى عند حدوثها -لا سمح الله- مثل حروق الوجه الشديدة إذا كان الحرق يشمل الوجه، اليدين، الأصابع، الأعضاء التناسلية، أو القدمين، وإذا كان الحرق على مفصل، أو بالقرب منه، مثل: مفصل الركبة، الكتف، الفخذ، وأيضاً إذا كان الحرق يطوق جزءاً من الجسم، مثل: الذراع، الساق، القدم، الصدر، الإصبع، بجانب إذا كان العمر أقل من 5 سنوات، أو أكثر من 70 سنة.
وأكد شاولي أنه يتم تصنيف الحروق على درجات، استناداً إلى سمك الجلد المحروق، ومن الممكن أن يتغير تصنيف الحرق خلال الأيام القليلة الأولى، بمعنى أن الحرق قد يبدو سطحياً في البداية، ثم يصبح أعمق بمرور الوقت، فحروق الجلد السطحية تعتبر حروقا من الدرجة الأولى، وتتضمن الطبقة العليا من الجلد فقط، وتكون مؤلمة، وجافة وحمراء، وتتحول إلى اللون الأبيض عند الضغط عليها، وتلتئم حروق الجلد السطحية خلال فترة تتراوح بين ثلاثة وستة أيام دون أن تترك ندبات، مثل حروق أشعة الشمس التي لا ينتج عنها بثور (فقاعات).
وأضاف: هناك حروق الجلد ذات السماكة الجزئية «حروق الدرجة الثانية»، ويشمل الحرق الطبقتين العلويتين من الجلد، وتكون هذه الحروق مؤلمة عند تعرضها للهواء، ولونها أحمر، وعادة ما تشكل بثوراً، وتتحول إلى اللون الأبيض عند الضغط عليها، وتلتئم حروق الجلد السطحية الجزئية خلال فترة تتراوح بين سبعة أيام و21 يوماً، وقد تصبح المنطقة المحروقة أغمق، أو أفتح لوناً بشكل دائم، ولكنها لا تكون ندبة، مثل حروق أشعة الشمس التي تحدث انتفاخات، أو تخلف بثوراً بالجلد.
واستطرد بقوله: هناك أيضا حروق الجلد العميقة الجزئية «حروق الدرجة الثالثة» وتكون أعمق في الجلد، ومؤلمة عند الضغط العميق عليها، حيث تشكل بثوراً، لكنها لا تتحول إلى اللون الأبيض بالضغط عليها، وتلتئم حروق الجلد العميقة بعد أكثر من 21 يوماً، وعادة ما تترك ندبة شديدة، كما تعد الحروق التي يصحبها انتفاخ على الفور، مع بثور، والحروق التي تكون بثوراً، وتستمر لعدة أسابيع، حروقاً عميقة بسمك جزئي.
واختتم حديثه بقوله: أخيراً هناك حروق بسمك كامل «حروق الدرجة الرابعة» وتمتد هذه الحروق عبر جميع طبقات الجلد، مما يؤدي إلى تدمير جميع هذه الطبقات، كما أن المنطقة المحروقة عادة لا تؤلم، وتكون بيضاء شمعية إلى رمادية اللون، أو سوداء متفحمة، وتكون البشرة جافة، ولا تتحول إلى اللون الأبيض عند لمسها، كما لا يمكن للحروق بسمك كامل أن تلتئم دون علاج جراحي، وعادة ما تترك ندبة شديدة.