أكد لـ«عكاظ» الاستشاري والخبير النفسي الدكتور محمد الحامد، أن أكثر الانعكاسات السلبية التي ترتبت على جائحة كورونا هي التعرض لمشكلات الصحة النفسية والإصابة بما يعُرف بـ«كورونا سومنيا» وهو مصطلح جديد أطلق على حاله الأرق وعدم القدرة على النوم أو الراحة بسبب تداعيات كورونا.
وبين الحامد أن أهم الأعراض الشائعة لـ«كورونا سومنيا» هي: الصعوبة في النوم، صداع الرأس، القلق، الاستيقاظ في منتصف الليل، عدم القدرة على الشعور بالراحة، الإرهاق، الإجهاد، قلة التركيز، تقلب المزاج.
وأشار إلى أن الأسباب الشائعة التي أدت إلى زيادة خطر الإصابة بـ«كورونا سومنيا» هي نمط الحياة، إذ شهدت الجائحة على مستوى العالم فترات حظر وعزل منزلي، إضافة إلى العمل من المنزل «عن بعد»، عدم وجود التواصل الاجتماعي بين الأهل والأقارب والأصدقاء، وكل هذه المعطيات ترتب عليها اختلاف إيقاع الحياة عند الأفراد، مما انعكس أثره سلباً على نشاط الفرد ونومه وإنتاجه.
ولفت إلى أن من الأسباب الشائعة التي أدت إلى زيادة خطر الإصابة بـ«كورونا سومنيا» تعرض الفرد للإجهاد نتيجة تفرغه للعمل ساعات طويلة ومتواصلة على الأجهزة الإلكترونية، مما أدى إلى تعرّض الكثير من أفراد المجتمعات إلى بعض الأمراض الجسدية والنفسية، بجانب التعرض لإجهاد العينين والإصابة بجفاف العين نتيجة النظر لساعات طويلة في الشاشات وتأثير الضوء الأزرق، إذ أثبتت الدراسات أن الضوء الأزرق الذي نتعرض له لساعات طويلة من اليوم من خلال الهواتف الذكية أو التلفزيون له تأثير سلبي على صحة العين، كما يؤثر الضوء الأزرق على درجة استجابة الإنسان للنوم، إذ يرتبط النوم بمستقبلات الضوء الموجودة في العين، وهي مسؤولة عن إرسال أمر للمخ لكي يتوقف عن إفراز مادة «الميلاتونين» وهي المادة المرتبطة بالقدرة على النوم.
وخلص الحامد إلى القول، إن مواجهة «كورونا سومنيا» يكون من خلال تنظيم ساعات استخدام الأجهزة الإلكترونية وتجنبها نهائياً بفترة زمنية كافية قبل النوم، الحد من استهلاك مشروبات الكافيين وخصوصاً القهوة لكونها تسهم في تأخير أو تعطيل دورة النوم، الحرص على تنظيم إيقاع الحياة من كل الجوانب سواء الصحية أو تناول الطعام الصحي، تخصيص ساعة يومياً لممارسة الرياضة وليكن مثلاً المشي في الهواء الطلق، والحرص على إدارة الوقت بشكل جيد، فذلك يساعد على الإنتاج بعيداً عن الشعور بالكسل والخمول، وبجانب هذه النصائح ضرورة الحرص على النوم الصحي وإعطاء الجسد كفايته من الراحة مما يحد كثيراً من التعرض للتوتر والقلق والأرق ونعاس النهار.