أوضح أستاذ طب الأطفال وغدد الصماء والسكري بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة ورئيس الملتقى الرابع لصحة الطفل البروفيسور عبدالمعين عيد الأغا، أن الملتقى الذي اختتم جلساته العلمية في جدة أخيراً أطلق تحذيراً من تبعات استخدام التقنيات لساعات طويلة على الأطفال، مبيناً أن هذا التحذير تم تضمينه ضمن توصيات المؤتمر.
وقال الأغا: لوحظ من خلال تشخيص حالات عديدة للأطفال أن هناك انعكاسات صحية سلبية عديدة على صحتهم ناتجة عن كثرة ساعات استخدام الأجهزة الذكية، ومنها عدم النوم الصحي، قصر النظر، آلام في الجسد والمفاصل، وزيادة الوزن؛ إذ إنه عند استخدام الألعاب الإلكترونية قد يتناول الطفل أطعمة غير صحية وبغير حسبان أي: بكميات كبيرة، بجانب الانعكاسات الأخرى مثل العنف، الانطواء والعزلة عن الآخرين.
وأضاف الأغا: "كما لوحظ أن من أهم المسببات وراء تعدد ساعات استخدام الجوال عند الأطفال هو كثرة تطبيقات الألعاب الجديدة، إذ إنه في زمن كورونا استغلت الشركات المنتجة للألعاب ظروف الجائحة، وبدأت تطلق نسخ جديدة من الألعاب، وهذا الأمر جذب الأطفال أكثر وجعلهم يقضون جل أوقاتهم مع هذه الألعاب".
وتابع الأغا: إنه يقع على الوالدين دور كبير في توعية أبنائهم، وحمايتهم من أضرار التقنيات الذكية، فالأطفال يجب أن لا يتعدى استخدامهم للجوال الساعتين يومياً، ويمكن تقسيم الساعتين على فترتين -مثلًا- ساعة في النهار ومثلها بالليل، وتسخير اهتمامهم وجهودهم نحو التعليم عن بُعد في متابعة دروسهم وواجباتهم.
وينهي البروفيسور الأغا حديثه بالقول: هناك قاعدة ذهبية تقول «درهم وقاية خير من قنطار علاج»، صحتنا هي تاج رؤوسنا وأمانة في أعناقنا، والأطفال بحكم صغر سنهم قد لا يهتمون بذلك كثيراً؛ لذا يجب أن تكون الأسرة حازمة مع أبنائها في الأمور الصحية ومنها إعداد الأكل الصحي في البيت، وإذا كان لا بد من الأكل الخارجي فليكن مرة في الشهر، واستبدال المشروبات الغازية بالعصائر الطازجة والماء الصحي، والحرص على ممارسة الرياضة الجماعية مثل المشي على الأقل 5 أيام في الأسبوع لمدة 30 دقيقة يومياً، وتوجيه الأطفال بمنع استخدام الأجهزة الإلكترونية في غرف النوم، وعدم التساهل في هذا الأمر حفاظاً على سلامة صحتهم، وأخيراً تحديد ساعات يومية للتحصيل العلمي في مراجعة الدروس والتحضير وحل الواجبات مع أخذ فترات راحة متقطعة.