تشارك السعودية المجتمع الدولي غداً الجمعة 4 فبراير في اليوم العالمي لمكافحة السرطان، إذ يصادف هذا العام وللمرة الثالثة على التوالي مع استمرار جائحة كورونا، إذ يهدف هذا اليوم إلى تثقيف المجتمعات وتوعيتها بأمراض السرطان، وطرق الوقاية منها، وتشجيع الكشف المبكر، وتلقي اللقاحات الوقائية، والتوعية بأهميتها، والتأكيد على أن الحلول ممكنة ومتوفرة، وبإمكان جميع القطاعات الصحية تقديم وسائل الدعم والتوعية والوقاية من السرطان.
ويقول الخبير الصحي أستاذ الصحة العامة وطب الأسرة والمجتمع البروفيسور توفيق أحمد خوجة، إن السرطان يعتبر أكثر الأمراض انتشاراً في جميع أنحاء العالم، ويتسبب في 1 من كل 6 وفيات في العالم، كما أن ثلث الوفيات الناجمة عن السرطان تكون بسبب المخاطر السلوكية الرئيسية، وهي: السمنة، وانخفاض استهلاك الخضراوات والفواكه، وقلة النشاط البدني، والتدخين، وتعاطي الكحول؛ لذا يتحد العالم يوم 4 فبراير لمكافحة وباء مرض السرطان، حيث يتم السعي إلى إنقاذ الملايين من الوفيات في العالم التي يمكن الوقاية منها سنوياً، من خلال زيادة وعي الأفراد والحكومات في جميع دول العالم بشأن السرطان، بالإضافة إلى تصحيح المفاهيم الخاطئة والخرافات الشائعة حول المرض.
وأضاف أن أهم المفاهيم الخاطئة هي أن السرطان مرض معد، ولكن الحقيقة هي أن هناك بعض الأنواع التي تسببها الفيروسات التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة ببعض أنواعه ومنها فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) والتي تسبب عنق الرحم، وهناك التهاب الكبد B والتهاب الكبد C من الفيروسات التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد، ومن المفاهيم الخاطئة أن مرضى السرطان ممنوعون من السكر لأنه يساعد على انتشار المرض، إذ إنه حتى الآن لم يتوصل البحث العلمي لدليل قاطع على أن تناول السكر سيجعل السرطان ينمو وينتشر بسرعة أكبر أو الاستغناء عن السكر تماماً سيبطئ نموه، ومن المفاهيم الخاطئة أيضاً أن المحليات الصناعية تمهد للسرطان، والحقيقة أن الباحثون أجروا دراسات حول سلامة المحليات الصناعية (بدائل السكر) ولم يعثروا على أي دليل على أنها تسبب السرطان لدى البشر.
ولفت «خوجة» إلى أن هناك مفاهيم أخرى خاطئة حول السرطان منها أن مزيلات التعّرق تسبب سرطان الثدي، والواقع أن الدراسات لم تجد حتى الآن أي دليل يربط بين المواد الكيميائية الموجودة عادة في مضادات التعرق ومزيلات العرق والتغيرات في أنسجة الثدي، ومن المفاهيم الخاطئة أيضاً أن أجهزة الجوال وخطوط الكهرباء تسببان السرطان، وهذا اعتقاد خاطئ، فمعروف طبياً أن السرطان يحدث بسبب الطفرات الجينية، وأجهزة الجوالات تصدر نوعاً من الطاقة منخفضة التردد لا تلحق الضرر بالجينات؛ لذا فهو ليس سبباً للإصابة بأي من أنواع السرطان، كما أن خطوط الكهرباء لا تسبب السرطان، لأنها تنبعث من الطاقة الكهربائية والمغناطيسية التي تعد من أشكال الإشعاع منخفض التردد الذي لا يتلف الجينات.
وخلص الخبير الصحي خوجة إلى القول: يمكن علاج العديد من أنواع السرطان، ولكن لا بد أن يدرك المريض أن مراحل العلاج قد تستغرق الكثير من الوقت، ومن المهم الكشف المبكر عن السرطان، لأن الخضوع لاختبارات الفحص واكتشافه منذ البداية قبل أن ينتشر يجعل من السهل علاجه وعدم عودته مرة أخرى.