تخطى عدد إصابات العالم منذ بدء نازلة فايروس كورونا الجديد حتى أمس (الأربعاء) 400 مليون إصابة. وعلى رغم ذلك النبأ المحزن؛ فإن عدداً كبيراً من حكومات العالم تدرس إلغاء التدابير الاحترازية، في سياق هدف غامض يسمى «التعايش مع كوفيد». ويأتي تسجيل 400 مليون إصابة بعد شهر فقط من بلوغ العدد التراكمي لإصابات العالم 300 مليون. وكان بلوغ 100 مليون إصابة تطلب مرور أكثر من سنة منذ اكتشاف الوباء العالمي في نهاية العام 2019. وفي يناير 2021 ارتفع العدد إلى 100 مليون إصابة. وفي سبعة شهور فحسب تضاعف إلى 200 مليون إصابة. وبعد ستة أشهر تضاعف مرة أخرى. ومع أن العدد اليومي لإصابات العالم أخذ في الانحسار أخيراً؛ إلا أن متوسط العدد اليومي للإصابات لا يقل حالياً عن 207 ملايين إصابة جديدة. ويعتقد بأن العدد الحقيقي للإصابات بهذا الفايروس أكبر مما هو معلن بكثير. فكثير جداً من نتائج الفحوص المنزلية لا يتم إبلاغها للسلطات. كما أن كثيراً جداً من الإصابات لا يتم فحصها، بسبب عدم توافر الفحوص في عدد من الدول، أو لأن الإصابة بلا أعراض، أو لأن المصاب غير راغب في الفحص. وعلى رغم أن أكثر من 5 مليارات من سكان المعمورة حصلوا على الأقل على جرعة واحدة من لقاحات كوفيد-19؛ فإن العلماء يحذرون من أن المناعة المتأتية من اللقاحات، أو من الإصابة السابقة، تتضاءل سريعاً. ومع ذلك فإن حكومات عدة قررت فتح حدودها، وإلغاء إلزامية ارتداء الكمامات، والتخلي عن مسافة التباعد الجسدي، حتى في أتون الإصابات المتزايدة بسلالة أوميكرون التي تطغى على الأزمة الصحية في العالم في الوقت الراهن. وهو دليل على التعب الذي يشعر به الأفراد والقادة من الخضوع للقيود الصحية المستمرة منذ أكثر من سنتين. ويعتقد كثيرون، حتى من عامة الناس، أن الوباء العالمي سيتحول مرضاً متوطناً محلياً. لكنهم لا يعرفون حقاً الفرق بين الحالتين. فالمرض المتوطن يمكن أن يمثل تهديداً خفيفاً. لكنه قد لا يكون خفيفاً بمعنى الكلمة. فنزلة البرد الشتوية والملاريا مرضان متوطنان. لكنهما قادران على قتل عشرات الآلاف من الأشخاص كل عام. وإذا تم اعتبار كوفيد-19 مرضاً متوطناً، فإن ذلك سيتوقف على معدلات التطعيم، وعلى طبيعة المتحورات الوراثية التي قد تظهر.
وسجلت دول العالم الأربعاء 3 ملايين إصابة جديدة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، رافقتها 10.900 وفاة إضافية؛ ليرتفع عدد وفيات العالم منذ بدء النازلة إلى 5.78 مليون وفاة. وفيما سجلت الولايات المتحدة الثلاثاء 253.782 حالة جديدة؛ تصدرت ألمانيا قائمة الضرر اليومي من الوباء بتسجيل 380.623 إصابة جديدة. وفيما انخفض عدد حالات بريطانيا إلى 66.183 حالة جديدة الثلاثاء؛ تفاقمت الأزمة الصحية الروسية بتسجيل 183.103 إصابات جديدة في اليوم نفسه، ورافق ذلك قيد 699 وفاة إضافية. كما لا تزال اليابان تعاني من هجمة سلالة أوميكرون؛ إذ أعلنت الأربعاء تسجيل 95.945 إصابة جديدة. وتواصل البؤس الصحي في كوريا الجنوبية بتسجيل 49.567 حالة جديدة الثلاثاء. كما أن جمهورية التشيك، التي لا يتجاوز عدد سكانها 10 ملايين نسمة، لا تزال تصطلي بعدد كبير من الحالات المؤكدة، بلغ الثلاثاء 37.627 إصابة جديدة. وأعلنت منظمة الصحة العالمية الليل قبل الماضي أن العالم بحاجة إلى استثمار 16 مليار دولار لتحجيم المرحلة الراهنة من الوباء العالمي. لكنها قالت إن الدول الغنية لم تقدم حتى الآن سوى 800 مليون دولار لمجابهة ضراوة الفايروس. وفي أثناء ذلك، أعلنت شركة فايزر الدوائية الأمريكية العملاقة أمس الأول أن أرباحها من بيع لقاحها المضاد لكوفيد-19 خلال سنة 2021 بلغ 37 مليار دولار. وأدى ذلك إلى توجيه اتهامات للشركة الأمريكية بـ «التربح من الوباء». ويتوقع أن تصل مبيعات فايزر بنهاية 2022، خصوصاً بعد توفير قرصها الجديد لعلاج كوفيد-19، إلى 50 ملياراً.
غيتس: كيفية منع الوباء القادم
أعلن مؤسس ميكروسوفت بيل غيتس، الذي يعد أحد أكبر أثرياء العالم، أمس أنه سيطلق في مايو القادم كتاباً بعنوان «كيف نمنع الوباء العالمي التالي»؟ وأوضح، في مدونته، أن الكتاب يعرض دروساً تم تعلمها من الوباء العالمي الراهن. ويقدم شرحاً للأدوات والابتكارات المطلوبة لإنقاذ الأرواح، ومنع ظهور الفايروسات قبل انطلاقها لتهدد الإنسانية. وكان غيتس وضع في يناير 2021 خطوطاً عريضة لخطة تهدف لوقف نازلة كورونا؛ تشمل إنشاء نظام عالمي للإنذار، وإتاحة الفحوص على مستوى العالم، وتجهيز كادر طبي يضم 3 آلاف شخص يكون جاهزاً للتدخل في حال أي تهديد وبائي، وإنفاق مليارات الدولارات سنوياً لتلك الغاية. ويذكر أن مؤسسة غيتس أنفقت أكثر من ملياري دولار للمساعدة في مواجهة وباء كوفيد-19.