«الانتقائي» يتجه شرقاً

كوفيد انتقائي في استهدافه. فها هو ذا ينتقل من إيلام الدول الكبرى الأشد رزءاً به إلى أرجاء بعيدة كانت تظن أن نأيها يوفر لها موقعاً آمناً تستعصم به منه. فبعد أيام من إبلاغ منظمة الصحة العالمية عن ارتفاع الوفيات في منطقة الشرق الأوسط، وبعد نحو يوم من حديثها عن شن فايروس كورونا الجديد هجمة ضارية على أوروبا الشرقية؛ تواجه كوريا الجنوبية وهونغ كونغ ضربات صحية شرسة. وذلك على رغم أن موجة سلالة أوميكرون تبدو في طريقها إلى الانحسار في كل مكان. فقد انخفض عدد الإصابات الجديدة في العالم الإثنين إلى 2.21 مليون بحسب نيويورك تايمز، أو الى 1.76 مليون إصابة جديدة طبقاً لبلومبيرغ. واستمرت عدد وفيات العالم بما يتجاوز 10 آلاف وفاة يومياً (10571 وفاة الإثنين). وهبط عدد الحالات الجديدة في الولايات المتحدة الإثنين الى 179172 إصابة جديدة. لكن عدد وفيات أمريكا بالفايروس بقي فوق مستوى ألفيْ وفاة (2400 وفاة الإثنين). وارتقى العدد التراكمي لإصابات العالم منذ اندلاع نازلة كورنا حتى منتصف نهار الثلاثاء إلى 414 مليوناً، نجمت عنها 5.84 مليون وفاة حول العالم.

وذكرت منظمة الصحة العالمية أمس أن العدد اليومي للإصابات الجديدة بسلالة أوميكرون ارتفع أكثر من الضعف خلال الأسبوعين الماضيين في كل من أرمينيا، وأذربيجان، وروسيا البيضاء (بيلاروسيا)، وجورجيا، وروسيا، وأوكرانيا. ولم يردع ذلك السياسيين عن تأجيج الأزمة التي تهدد بحرب بين روسيا وأوكرانيا. وفي هونغ كونغ، قالت الرئيسة التنفيذية للمدينة التابعة للصين كاري لام أمس، إن هونغ كونغ تتعرض لضغوط صحية مكثفة تفوق طاقاتها. لكنها ذكرت أن الصين قررت مساعدة هونغ كونغ. وشددت على أنه مهما يكن من شيء فهي لن تلجأ إلى فرض تدبير الإغلاق. وعلى رغم أن هونغ كونغ نجحت في فترات سابقة خلال الجائحة في السيطرة على الهجمات الفايروسية؛ فهي قيدت نفسها بسياسة «صفر كوفيد» التي تنتهجها الصين بتزمت غير مسبوق في أي مكان في العالم. وأعلنت لام أن هونغ كونغ سجلت الإثنين 2071 إصابة جديدة. وتوقعت أن يتضاعف العدد أمس (الثلاثاء)، بعدما ذكرت المختبرات الحكومية أنها أكدت تشخيص أكثر من 4500 إصابة جديدة. وقالت لام إن المدينة قررت تخصيص عمارات سكنية لم يتم توزيعها على مستحقيها لتكون معزلاً صحياً، علاوة على تخصيص نحو 10 آلاف غرفة فندقية لهذا الغرض أيضاً. وتنص الأحكام الصحية في هونغ كونغ على أن كل من تتأكد إصابته عليه أن يعزل نفسه صحياً. وأشارت كاري لام الى استمرار العمل بحظر تجمهر أكثر من شخصين في أي مكان. ولن يسمح لغير المطعّمين بلقاحات كوفيد-19 بارتياد المجمعات التجارية ومحلات السوبرماركت. وأضافت أن دور العبادة، وصالونات تزيين الشعر، والشركات ستظل مغلقة إلى حين إشعار آخر.أما في كوريا الجنوبية؛ فقد شهدت البلاد عدداً غير مسبوق من الوفيات (الإثنين)، علاوة على استمرار تسجيل عدد قياسي من الإصابات الجديدة. وقالت السلطات في سول أمس إنها قيّدت 61 وفاة إضافية، تعد الأكبر عدداً منذ وفاة 74 شخصاً بالفايروس هناك في 19 يناير الماضي. وعلى رغم أن سلالة أوميكرون لا تتسبب في التنويم بالمشافي، ولا الوفيات؛ فإن كوريا الجنوبية تخشى أن تكون هناك حالات تنويم ووفيات مرتفعة خلال الأسابيع المقبلة. وسجلت كوريا الجنوبية رقماً قياسياً آخر الإثنين بتأكيد إصابة 57177 شخصاً، وهو عدد يفوق إصابات منتصف يناير الماضي بأكثر من 12 ضعفاً. واضطرت المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها إلى تصنيف كوريا الجنوبية في المستوى الرابع الأعلى خطراً. ونصحت الأمريكيين بتجنب السفر إلى كوريا الجنوبية. وفي حال كان ذلك ضرورياً، فإن عليهم ضمان حصولهم على التحصين اللقاحي الكامل.أعلن رئيس وزراء جزر كوك مارك براون أمس الأول أن جزيرته رزئت بأول إصابة بكوفيد-19. وقال إن امرأة قادمةعلى متن رحلة جوية من نيوزيلندا خضعت للفحص بعد وصولها واتضح أنها مصابة، وإن لم تظهر عليها أعراض الوباء. وزاد أنها ومسافريْن قدما على الرحلة نفسها يخضعون للعزل. وهُرع مئات السكان أمس (الثلاثاء) إلى مركز فحص حكومي لضمان عدم وجود تفشٍّ وبائي في المجتمع. ولا يتجاوز عدد سكان جزر كوك السياحية 18 ألف شخص. وأشارت وزارة الصحة إلى أن نسبة تطعيم السكان من سن 12 عاماً فما فوقها تبلغ 96%.