أوضح كل من استشاري أمراض الصدر وطب النوم رئيس مركز طب وبحوث النوم بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور سراج عمر ولي، والباحث في طب النوم الدكتور مراد أسدالله يسوي، أن صرير الأسنان (عض الأسنان أثناء النوم) الذي يعاني منه بعض الأفراد صغاراً أو كباراً هو حالة يقوم فيها الشخص بصرير أو أطباق الأسنان على بعضها بقوة، إذ يكون هناك ضغط على الأسنان دون وعي أثناء النوم، ويعتبر ذلك اضطراباً حركياً مرتبطاً بالنوم، ومن الصعب تقييم مدى انتشار «صرير الأسنان» خلال النوم، فتقارير مدى انتشار صرير الأسنان خلال النوم عادة يستند على الاستبيانات، وغالباً لا يكون الأشخاص على دراية بوجود هذا الاضطراب، خاصة عند النوم بمفردهم حيث لا يمكن لأحد الإبلاغ عن مثل هذه الأصوات أثناء النوم.
وأوضحا أنه غالباً ما يتم التعرف على الاضطراب لأول مرة من قبل طبيب الأسنان، عندما يعاني المريض من تلف شديد في الأسنان أو تآكل الأسنان، أو الإبلاغ عن الألم، وبعد ذلك يتم تحويله الى طبيب مختص في طب النوم، وقامت بعض الدراسات بعمل فحوصات النوم على المرضى الذين يعانون من صرير الأسنان خلال النوم، ووجدوا أنهم لا يعانون عادة من أي اضطرابات خلال النوم، ولا توجد علامات رئيسية على تقطع النوم أو الاستيقاظ مرات عدة خلال النوم أو أي تغيرات في مراحل النوم، بينما هناك بعض الدراسات التي ربطت اضطراب صرير الأسنان خلال النوم بانقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم والشخير.
وتابع «ولي» و«يسوي» أنه في إحدى المراجعات المنهجية التي قاموا بها في كندا لم يجدوا ما يثبت وجود سبب رئيسي لهذا الاضطراب مثل الأمراض العصبية، لكن ارتبط هذا الاضطراب بثلاثة عوامل وهي العوامل المحيطية بالأسنان مثل تداخل الأسنان، التأثيرات النفسية والاجتماعية مثل التوتر أو القلق، الناقلات العصبية في الدماغ.
وخلصا إلى القول: يتجه المريض عادة إلى طبيب الأسرة أولا أو إلى طبيب الأسنان في بدء رحلة البحث عن العلاج، وعادة يتم استخدام ثلاث طرق للمعالجة وهي:
أولاً: عبر أطباء الأسنان حيث يتم اقتراح ثلاثة أنواع من علاجات الأسنان تتمثل في تعديل عضة الأسنان، ترميم أسطح ومحيط الأسنان (الجسور والحشوات، استخدام واقي الأسنان الناعم أو جبيرة بلاستيكية صلبة.
ثانياً: العلاجات الدوائية بإضافة بعض الأدوية العلاجية مثل مسكنات للألم أو بعض العلاجات المرخية للعضلات وفي الحالات الشديدة قد يتم حقن البوتكس.
ثالثاً: السلوك النفسي في حال كان السبب للعض من التوتر والقلق يتم العلاج عبر جلسات العلاج النفسي.
وبعد ذلك غالباً ما يتم تحويل المريض إلى مراكز طب النوم من أجل عمل فحص للنوم، والتأكد ما إذا كان يعاني المريض من انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم والشخير أو أي اضطرابات أخرى أثناء النوم.