رأى استشاري الأطفال الدكتور نصرالدين الشريف، أن تكرار قصص سقوط الأطفال الصغار في الآبار أصبحت مؤثرة ومفجعة في جميع دول العالم بعد سقوط الطفل المغربي ريان وتكرار المأساة ذاتها الآن مع الطفل الأفغاني حيدر ووفاته بعد 3 أيام من سقوطه في بئر بولاية زابل الأفغانية، إذ أصبحت هذه الآبار المهملة والمكشوفة في معظم دول العالم مصدر خوف لسقوط الأطفال الصغار الذين قد يقودهم الفضول إلى مشاهدة ما بداخلها وفجأة يجدون أنفسهم في مازق كبير بعد السقوط، وانقطاع كل الوسائل والسبل في خروجهم من الحفر العميقة.
وقال لـ«عكاظ» إن سقوط الأطفال داخل الآبار الارتوازية يحتاج في واقع الأمر إلى معالجات فورية من الدول وخصوصا أن أكثرها مهجور ولا يستفاد منها، حتى لا تصبح مصيدة للأطفال الأبرياء، فمثل هذه الآبار الأرضية لا تتوفر فيها أدنى وسائل السلامة، وبالتالي تكون مصدر خطورة على صغار الأطفال، بينما نجد أن كثيرا من الآبار في بعض الدول الأخرى مصممة على ارتفاع كبير يضمن عدم وصول الأطفال إلى مكامنها، وبالتالي تكون آمنة في التعامل معها بتوفر شروط السلامة.
وثمن الدكتور الشريف تحركات وجهود وزارة البيئة والمياه والزراعة عندما أعلنت أنها ردمت 2450 بئرا مهجورة حتى الآن في مختلف المناطق، بهدف الحفاظ على سلامة الأرواح والممتلكات، والحد من تلوث طبقات المياه الجوفية، وأن هناك لجنة من الجهات ذات العلاقة في كل منطقة تقوم بحصر الآبار المهجورة وتحديد الإجراءات والضوابط التي تضمن سلامة عابري الطرق والمتنزهين.
ودعا الشريف أولياء الأمور الذين يسكنون في القرى والمناطق التي توجد فيها الآبار لضرورة توعية الأبناء بمخاطر الآبار وعدم الاقتراب منها، والتأكيد عليهم بأنها خطرة، مع ضرورة الحرص على تقديم البلاغات لوزارة البيئة في حال وجود آبار مهجورة لا يستفاد منها، لكونها تشكل مصدر خوف للأطفال وغيرهم.