كشف طبيب الجلدية الدكتور هيثم محمود شاولي، أن هناك علاقة وثيقة بين الثآليل التناسلية الجلدية الخطرة والإصابة بسرطان عنق الرحم عند السيدات من خلال فايروس الورم الحليمي البشري الذي يعد من الفايروسات الشرسة والمزعجة.
ودعا كل من يشكو من الجنسين من وجود أي ثآليل في المناطق التناسلية أو غيرها إلى عدم إهمال الأمر، والمبادرة بالعلاج الفوري الذي يتضمن إزالتها بعدة طرق متوفرة، وذلك حفاظاً على السلامة الشخصية وسلامة الآخرين.
وقال لـ«عكاظ» إن سرطان عنق الرحم يعد من أخطر أنواع السرطانات؛ إذ يسببه فايروس الورم الحليمي البشري الذي ينتقل عبر الثآليل التناسلية بواسطة الاحتكاك خلال ممارسة العلاقة الزوجية، أو أي اتصال آخر يشمل المنطقة التناسلية مثل: لمس اليد للمنطقة التناسلية، وهو ما يشكل تهديداً صحياً ونفسياً واجتماعياً في حال الإصابة به -لا قدر الله-.
ولفت إلى أن سرطان عنق الرحم لا ينتقل بالوراثة كما يعتقد البعض، بل يسببه الفايروس HPV وهي مجموعة متنوعة من الفايروسات التي تلحق بالـDNA، وتغزو الجلد والأغشية المخاطية للإنسان، كما يصيب فايروس الورم الحليمي البشري الجنسين، ولا تظهر له أي علامات أو أعراض، الأمر الذي يجعل العديد من الناس غير مدركين لإصابتهم بالفايروس، ويمكن أن يحدث هذا الانتقال بكل سهولة عن طريق أي احتكاك خلال ممارسة العلاقة الزوجية.
وعن أسباب حدوث الفايروس الحليمي قال: «هناك أكثر من 100 نوع من هذا الفايروس وهي مقسمة بالأرقام العددية، ومعظمها لا تسبب سرطان عنق الرحم، إلا أن هناك أنواعًا محددة تتسبب في الإصابة بسرطان عنق الرحم، وقد شجعت معرفة العلاقة ما بين فايروس HPV وسرطان عنق الرحم على إجراء العديد من البحوث والدراسات والتوصل إلى التطعيمات الوقائية التي تحمي الفتيات من سرطان عنق الرحم وعدم تعرضهن له مستقبلاً».
واستدرك: «النوعان 6 و11 يسببان نحو 90% من الثآليل التناسلية، إلا أن هذين النوعين لا يسببان سرطان عنق الرحم، بينما النوعان 16 و18 يصنفان على أنهما الأعلى خطورة، حيث يسببان معظم حالات سرطان عنق الرحم (نحو 70%) كما أن الأنواع 31، 33، 45، 52، و58 خطرة للغاية، فهي تسبب نحو 19% من حالات الإصابة بسرطان عنق الرحم، أما الأنواع 35 و39 و51 و56 و59 فهي خطرة جداً، إذ تسبب أيضاً الإصابة بسرطان عنق الرحم، ولكنها أقل شيوعاً».
وأشار إلى أن من أعراض التغيرات الورمية في عنق الرحم وجود إفرازات مهبلية دموية أو نزيف دموي، خصوصا بعد العلاقة الزوجية، مع الإشارة إلى أن هذه الأعراض قد لا تعني بالضرورة وجود سرطان، إلا أنه يجب عند حدوثه لأي سيدة الاستشارة والكشف الطبي لتحديد السبب والعلاج، فالكشف المبكر يمثل أهم مرحلة علاجية لإنقاذ المريض.
وبين أن علاج سرطان عنق الرحم يعتمد على المرحلة الورمية من حيث نوع السرطان ومكانه وحجمه ودرجة انتشاره في الجسم، كما أن خيارات العلاج تتراوح بين العلاج الجراحي والإشعاعي الكيماوي أو بكليهما معاً، مفيداً بأن نسبة الشفاء خلالهما تكون عالية حتى في المراحل المتقدمة.
وأكد شاولي أن تحصين الفتيات من سن 9-13 ضد الفايروس يمثل خير وقاية مستقبلاً، داعيًا النساء المتزوجات إلى ضرورة إجراء مسحة عنق الرحم سنوياً، فذلك يساعد على الكشف المبكر عن الإصابة واكتشاف الخلايا غير الطبيعية قبل أن تتحول إلى سرطان، ولذلك فهي خطوة ضرورية لكل امرأة، ولا تستغرق المسحة سوى دقائق معدودة، وهي غير مؤلمة أبداً ومماثلة للفحص النسائي العادي.