قال لـ«عكاظ» استشاري علاج الأورام بالأشعّة الدكتور هدير مصطفى مير: إن النساء اللواتي أجرين عمليات زراعة السيلكون في الصدر لأسباب طبية أو جمالية لسن معفيات من إجراء فحص الماموجرام بعد سن الأربعين لكشف سرطان الثدي أو أي تغيرات أن وجدت - لا سمح الله-، مبينًا أن السيدات اللواتي زرعن السيلكون يجب عليهن الحرص على الفحص السنوي أو كل عامين عند الطبيبة المختصة، فلا يوجد أي تأثيرات على الفحوصات الإشعاعية بعد زراعة السيلكون.
وتابع: سرطان الثدي يعد أكثر أنواع السرطان انتشاراً، بل يعتبر السرطان الأول عند النساء عالميّاً، كما أن سبب ذلك يعود إلى أن أكثر الحالات للأسف تكتشف في مراحل متأخّرة؛ مما يدعو إلى ضرورة استمرار البرامج التوعوية التي تتناول أهمية الكشف المبكّر الذي يرفع نسب الشفاء إلى 95% في حال رصد المرض مبكّراً، والتعريف بالمرض ومخاطره وكيفية الوقاية منه؛ إذ إن كثيراً من السيدات يجهلن أو يهملن أهمية الفحص بأشعة الماموجرام بعد سن الـ40.
وقال الدكتور «مير»: إن سرطان الثدي يتكون بسبب تغير في عمل ونمو الخلايا المكونة لأنسجة الثدي دون القدرة على السيطرة عليه؛ مما يحولها إلى خلايا سرطانية مع قدرة هذه الخلايا على الانتشار.
وأوضح أن السبب الحقيقي للإصابة بسرطان الثدي غير معروف تماماً، ولكن هناك عوامل عدة لإصابة النساء؛ ومنها وجود سجل عائلي خاص بمرض سرطان الثدي داخل الأسرة.
وأضاف أن احتمالية الإصابة تكون أعلى في النساء اللاتي لديهنّ أقارب من الدرجة الأولى «أم، أخت، ابنة» مصابات بهذا المرض؛ حيث ترتفع النسبة إلى الضعف، أما إذا كان الأقارب من الدرجة الثانية «الجدة، العمة، الخالة» سواء من ناحية الأم أو الأب، فإن نسبة الإصابة ترتفع ولكن تكون أقلّ من الحالة الأولى.
ولفت أيضاً إلى السيدات اللاتي تنقطع الدورة الشهرية لديهنّ في سنّ مبكّرة، أو بدأت لديهن قبل الثانية عشرة، أو تأخر إنجاب الطفل الأول في سنّ متأخرة.
وقال: إن النساء اللاتي يلدن طفلهن الأول بعد سن الثلاثين قد تكون لديهن احتمالية أكبر للإصابة بسرطان الثدي، كما أن السيدة التي لم يسبق لها الحمل قد تكون عرضة لسرطان الثدي في حال توفر العوامل المسببة، وترتفع نسبة الإصابة بسرطان الثدي لدى السيدات اللاتي لم يرضعن، كما تزداد فيمن يتعاطون هرمونات تعويضية بعد سن اليأس.
وأضاف: إن هناك ثلاث طرق للكشف المبكّر لسرطان الثدي؛ الأولى عن طريق الاكتشاف المبكر من خلال الفحص باستخدام أشعة «الماموجرام»، وذلك بعد سن الأربعين.
فيما تتمثل الطريقة الثانية من خلال الفحص السريري الذي يتم بواسطة الطبيبة.
أما الطريقة الثالثة فهي ذاتية تعتمد على فحص المرأة نفسها، وهي ضرورية لمعرفة أي تغيرات تطرأ على طبيعة الثدي، ويمكن من خلال الطبيبة معرفة طريقة الكشف الذاتي.
ونصح الدكتور «مير» السيدات للوقاية من سرطان الثدي، بالاهتمام بتناول الطعام الصحي الغني بالخضار والفواكه والسمك، والإقلال من الطعام الدسم، وممارسة التمارين الرياضية يوميّاً، والمحافظة على وزن مثالي للجسم خلال كل فترات الحياة، خصوصاً بعد سن انقطاع الحيض، وتجنّب تناول حبوب الهرمونات بعد سن اليأس، والإرضاع الطبيعي في حال الإنجاب، وتجنب التدخين، والحرص على الكشف المبكر.