أوضح الباحث في طب النوم بمركز طب وبحوث النوم بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة الدكتور مراد أسد الله يسوي، أن النوم يعتبر من أهم العوامل الحاسمة في تعزيز الصحة البدنية والحفاظ عليها، إذ يجب على البالغين النوم ما بين 6-8 ساعات يوميا، وأقل من 6 ساعات يعُرف بقلة النوم، حيث وجدت عدة دراسات أنه يمكن أن نتنبأ بحدوث عدد من الحالات الطبية المزمنة بسبب سوء نوعية النوم، في حين أن الآليات التي تكمن وراء هذه الارتباطات لا تزال غير واضحة، إلا أن هناك تقديرا متزايدا لتأثير النوم على جهاز المناعة، وأظهرت الدراسات السابقة أن مدة النوم القليل ونوعية النوم السيئة مرتبطة بزيادة التعرض لنزلات البرد والإنفلونزا.
وتابع: أن لفسيولوجية النوم واليقظة لدى الإنسان دورا في تنظيم وظائف جهازه المناعي، فهناك دراسات عديدة تثبت العلاقة بين النوم والجهاز المناعي وأثر الحرمان من النوم على الجهاز المناعي، وقد خلصت في مجملها إلى أن الحرمان من النوم يضعف الجهاز المناعي، ويساعد على العدوى بالبكتريا والفايروسات المختلفة، حيث يقل عدد الخلايا المسؤولة عن إفراز الأجسام المضادة للجراثيم التي تحاول أن تغزوا الجسم، وكذلك الخلايا القاتلة الطبيعية وهي الخلايا المسؤولة عن التصدي للفايروسات والخلايا السرطانية، بالإضافة إلى نقص الخلايا الأكولة، مما يجعلنا أكثر عرضة للعدوى دون وجود المقاومة الكافية.
وأشار إلى النوم لساعات كافية يعزز جهاز المناعة، ويكافح الجراثيم لا سيما في هذه الأيام التي تشهد انتشارًا عالميا لفايروس كورونا المستجد، مما يجعل الحاجة لنوم صحي كاف أمرا ملحا لاكتساب مناعة جيدة، وبالتالي مقاومة هذا الفايروس وغيره.
وخلص الدكتور يسوي إلى القول، إن دراسة أجريت في الولايات المتحدة الامريكية وتم فيها متابعة المرضى (وجميعهم من مصابي الإنفلونزا) لمدة 14 يوما كشفت نتائجها أن هناك ارتباطا بين الإصابة بالإنفلونزا وعدد ساعات النوم، وأن الذين ينامون أقل من 7 ساعات يوميًا هم أكثر عرضة للإصابة من أولئك الذين ينامون 8 ساعات يوميًا، وهذا يعزز أهمية النوم الصحي عند الجميع.