دعت الاستشارية النفسية الدكتورة هويدا الحاج حسن، الأمهات والآباء إلى منع أطفالهم الصغار من مشاهدة أفلام الرعب التي بدأت تنتشر بشكل لافت للنظر على اليوتيوب وغيرها من القنوات ويمكن تحميلها بسهولة على الأجهزة.
وبينت لـ«عكاظ» أن اختيار الأطفال لمثل هذه الأفلام ومشاهدتهم لها باستمرار قد يتسبب في ظهور الكثير من المشكلات النفسية والاجتماعية والصحية للطفل، إذ قد تجعله لا يشعر بالأمان مُطلقاً بسبب الخوف الشديد الذي يتملكه من مُشاهدة الأفلام المُرعبة، بجانب التعرض لضعف الشخصية وقلة الثقة بالنفس وقد تصل إلى حدوث التبول اللإرادي فى بعض الحالات.
وقالت إن استمرار مشاهدة الأطفال لأفلام الرعب، قد يمهد مع مرور الوقت إلى حدوث اضطرابات النوم، ويجعلهم يفكرون كثيراً بأحداث الفيلم قبل النوم، والتي لم يُدركوا وقتها أنها ليست حقيقية، كما يجعلهم يتخيلون أشكالهم في الظلام وسماع أصواتهم المرعبة وقد يتسبب ذلك بحدوث الأحلام المزعجة، كما يجعل الطفل ينام في الضوء ليلاً وهذا يحرمه من النوم الصحي الذي من أهم شروطه الظلام الذي يساعد الجسم على إفراز الهرمونات المهمة ومنها الميلاتونين المسؤول على ضبط الساعة البيولوجية.
وتابعت: أن أفلام الرعب تحتوي على حيل نفسية تخلق أوهام التشويق والخطر من خلال التلاعب بالصور والصوت والقصة، وعلى الرغم من أن عقل الإنسان البالغ يدرك أن تلك التهديدات ليست حقيقية، ولكن عند الأطفال فإن الجسم يسجلها في كما لو كانت حقيقية، مما قد يعرضهم لزيادة ضربات القلب وتدفق هرمون الأدرينالين في الجسم، فقد يتم تصميم أفلام الرعب لإثارة المشاعر مثل التوتر والخوف والصدمة، مما يسبب إفراز الهرمونات في الجسم، مثل النوربينفرين والكورتيزول والأدرينالين من الجهاز العصبي اللاإرادي، وقد يعكس هذا استجابة فسيولوجية من هذه الهرمونات عن طريق الخوف الزائد وزيادة معدل ضربات القلب وتوتر العضلات.
وخلصت الدكتورة هويدا إلى القول إن أفلام الرعب قد تتسبب في ضعف المهارات الاجتماعية للطفل، فتعوده على أفلام الرعب والإكثار منها يجعله منطوياً على ذاته، كما يعرضه للإصابة بالكثير من المشكلات العصبية والسلوكية الخطرة، مثل العنف مع أصدقائه ومع أهله، حيث إن كثرة مشاهد العنف قد تعرض الطفل وتحفزه على اتباع السلوك العدواني، والذي يجعله يتأثر بتصرفات وانفعالات موجودة في الفيلم، مما يعمل على التغيير في سلوكه وشخصيته، كما أن الأطفال في الطبيعي هم الأكثر عرضة للإصابة بالقلق والفوبيا بسبب متابعتهم لأفلام الرعب والعنف، وبعضهم لا يستطيعون تمييز الخيال من الواقع، ولذلك ينصح بتوجيه الأطفال بعدم مشاهدة أفلام الرعب حفاظاً على سلامة وصحة الجسم.