حذر استشاري الطب النفسي الدكتور محمد الحامد، الأطفال اليافعين والمراهقين من التعرض للتنمر الإلكتروني الذي بدأ ينتشر بشكل لافت في جميع دول العالم وسط شريحة من الأطفال اليافعين الذين يستخدمون الشبكة العنكبوتية (الإنترنت).
وبيّن لـ«عكاظ» أن هذا النوع من التنمر يحدث عن طريق السوشال ميديا أي وسائل التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني أو من خلال الرسائل النصية عبر الهواتف، وبالتالي يعتبر الآن الأكثر خطورة من أنواع التنمر لكونه يحدث في فضاء واسع لا يمكن حصره والحدّ منه، مما ينعكس أثره بشكل سلبي ومدمّر على الطفل الذي يتعرض لهذا النوع من التنمر، لكونه أصبح عرضة للتهكم والسخرية من قبل شبكة واسعة من الأفراد على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتابع أن التنمّر الإلكتروني يشير إلى السلوك العدواني وغير المرغوب فيه الذي يقوم به المتنمر إلكترونياً باستخدام التقنيات الحديثة ضد طرف آخر بغرض الإساءة إليه وإلحاق الضرر به، سواء مادياً أو معنوياً أو اجتماعياً أو نفسياً، ومن أنواع التنمر الإلكتروني التنمر اللفظي عبر الإنترنت ويشمل التعليقات والمنشورات والرسائل على مواقع التواصل الاجتماعي أو وسائل الاتصال الإلكترونية، والتي تهدف إلى إزعاج أو مضايقة أو إيذاء شخص أو مجموعة من الأشخاص، ويتضمن التنمر اللفظي أيضاً استخدام الألفاظ والشتائم والعبارات الجنسية والعبارات التي تحض على الكراهية أو العنصرية، وهناك التنمر الإلكتروني عبر نشر المعلومات والصور الشخصية، وتكون هذه المعلومات الشخصية سرية أو محرجة أو تسبب إذلالاً لصاحبها، وهناك القرصنة والمراقبة وسرقة الحسابات الشخصية، حيث يقوم المتنمر بالوصول إلى الحساب الشخصي إما بهدف المراقبة، أو بهدف انتحال شخصية الضحية والنشر باسمها أو تعديل ملفها التعريفي بشكل مسيء، أو التعليق باسم الضحية تعليقات مسيئة.
وأضاف أن هناك إحصاءات جديدة تم تداولها إعلاميًا عن التنمر الإلكتروني وهي: 48.7% من الطلاب في دول آسيا تعرضوا للتنمر الإلكتروني عبر نشر فيديوهات محرجة لهم، العمر الأكثر تعرضاً للتنمر الإلكتروني بين 13 و15سنة، و38% فقط من الأطفال يخبرون ذويهم عن تعرضهم للتنمر على الإنترنت، الفتيات أكثر عرضة لانتشار الشائعات المسيئة من الفتيان، كما أن 21% من ضحايا التنمر الإلكتروني في الولايات المتحدة كن من الفتيات في المرحلة الثانوية وبلون بشرة مختلف، 66% من الإناث اللواتي تعرضن للمضايقات والتنمر الإلكتروني يشعرن بالعجز والإحباط، واضطرابات النوم، وتدني احترام الذات، 25.38% من حالات التنمر الإلكتروني تتم عبر ألعاب الإنترنت، الأطفال الذين يتعرضون للتنمر الإلكتروني أكثر عرضة لتزوير وإخفاء الهوية بمعدل تسع مرات.
وأفاد بأن الإحصاءات كشفت أيضا أن 37% من الذين تعرضوا للتنمر الإلكتروني أصيبوا بالقلق الاجتماعي، و36% أصيبوا بدرجات متفاوتة من الاكتئاب، و64% من الضحايا الطلاب أفادوا أن التنمر الإلكتروني أثر على أدائهم المدرسي وعلى شعورهم بالأمان في المدرسة، و24% من الذين تعرضوا للتنمر الإلكتروني المستمر فكروا بالانتحار، و6% من مستخدمي الإنترنت حول العالم تعرضوا لاختراق حساباتهم الشخصية، و4% من مستخدمي الانترنت حول العالم فقدوا القدرة على الوصول إلى حساباتهم الشخصية مرة أخرى، و70% من المراهقين يعتقدون أن حظر المتنمر هو الطريقة الأفضل لمواجهة التنمر الإلكتروني.
وعن حماية الأطفال من التنمر الالكتروني قال الدكتور الحامد: يحب أن تكون العلاقة بين الأبناء والوالدين قائمة على الحوار وروح التفاهم، إذ يجب تشجيعهم على البوح عن مشكلاتهم النفسية والاجتماعية بشكل محبب وأسلوب هادئ، بعيداً عن التوبيخ واللوم، وتوجيههم باللجوء إلى الأسرة في أي مواقف يتعرضون لها دون خوف أو تردد من أي رد فعل، كما يجب التحكم بأوقات استخدام الأجهزة الإلكترونية عند الأطفال، ضرورة مراقبة الأطفال حين يستخدمون الأجهزة الالكترونية والتأكد من أنهم يستخدمون تطبيقات مفيدة وغير مؤذية على سلوكهم النفسي، إضافة إلى تعليم الطفل أن يتجاهل الأشخاص ذوي السلوك السيئ، وتشجيع الأطفال على تكوين الصداقات والعلاقات الاجتماعية لغرس الثقة في نفوسهم، ونصحهم بعدم نشر الأطفال لأي صورة خاصة بهم أو معلومات عنهم، حتى لا يتم استغلالها من قبل المتنمرين.
وشدد الدكتور الحامد على ضرورة الوقوف مع الأبناء الذين يتعرضون للتنمر دون توبيخهم، حتى لا يكونوا عرضة للمشكلات النفسية لاحقًا، وعدم التردد في طلب مساعدة المختصين إن استدعى الأمر، حفاظًا على التوازن النفسي للأطفال، مع عدم السكوت وتقديم الشكوى للجهات المختصة إذا كان نوع التنمر له إطار قانوني.