أكدت لـ«عكاظ» الاستشارية النفسية الدكتورة هويدا حسن الحاج، أن التهيئة النفسية للصيام تكون بمعرفة فضائل شهر رمضان الكريم الذي يعتبر محطة تربوية سنوية تساعد على تزكية النفس وتكامل الإيمان وبناء حالة التقوى في الإنسان، فهذا الشهر عظمه الله سبحانه وتعالى ومنَّ به على عباده المؤمنين عوناً لهم على إصلاح وتزكية أنفسهم وبناء وتكامل إيمانهم.
وقالت إن تهيئة النفس لشهر رمضان تكون أولاً بمعرفة ما ينتظرنا من ثواب كبير، وفضل عظيم، فقد منَّ الله علينا في هذا الشهر الكريم بنزول القرآن الكريم، فلنغتنمه بكثرة تلاوة القرآن الكريم بتدبر وخشوع، ففيه شفاء من كل داء، ومن نعم الله علينا أن جعل صوم فريضته مغفرة لذنوبنا، فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ماتقدم من ذنبه»، فلنستعد لكسب هذه الفرصة العظيمة في محو ذنوبنا الكثيرة.
وأضافت أن الصيام عملية روحانية قبل أن تكون عملية جسدية، وعبادة جوهرية تخلص الجسد من العوائق والتفكير السلبي، فصحة الجسد والروح والنفس والقلب في الصيام، لذا تحرص الأسر على الاستعداد لهذا الشهر مبكراً، حيث التهيئة النفسية لاستقبال رمضان، ودعوة الله أن يبلغ الإنسان رمضان، لما فيه من الأجر الكبير والمضاعف عن باقي الأشهر، ويعقد العزم على صيام أيامه وقيام لياليه.
وتابعت أن المسلم يفرح بقدوم رمضان وبقربه، لأنه يفرح بفتح أبواب الجنة، وبتميز رمضان بأشكال العبادة المتعددة ومضاعفة الأجر والثواب، فهو نعمة كبيرة ينبغي استثمارها، فالفرح الحقيقي هو بالالتزام بأوامر الله، واغتنام هذا الشهر بالعمل الصالح، والمسلم يفرح بقدوم رمضان لأنه يستقبل مواسم الخير والطاعات بالفرح والاستبشار، ويعقد العزم على فتح صفحة جديدة مع الله بالتوبة الصادقة.
واختتمت الدكتورة هويدا بقولها: بجانب كل الفوائد الايمانية والروحية للصيام لا ننسى الفوائد الصحية للجسم التي تتمثل في إنقاص الوزن وتعديل نسبة السكر في الدم من خلال تفكيك السكر المعقد المخزن داخل العضلات والجسم، إضافة إلى تفكيك الدهون السامة التي تحتوي على السموم الضارة بصحة الإنسان، كما يساعد الصيام على تعزيز وتقوية دور وصحة الكبد، وتعديل نبضات القلب والتقليل من نسبة الكوليسترول الضار في الجسم، إلى جانب تقوية الشرايين والأوعية الدموية وتجديد كريات الدم البيضاء مما يؤدي إلى تقوية الجهاز المناعي.