اعتبر طبيب الروماتيزم وهشاشة العظام الدكتور ضياء الحاج حسين، أن إفراط البعض في تناول الماء بكثرة قبل أذان الفجر سلوك غير صحي، إذ يعتقد البعض أنه من خلال اتباع هذه الطريقة لن يشعر بالعطش في نهار رمضان ويحافظ على وجود الماء في جسده طوال فترات النهار، وهذا غير صحيح من الناحية الصحية، بل يحفز المثانة على التخلص من الماء المخزون بين حين وآخر، فقد يضطر للقيام من نومه مرات عدة للتوجه إلى دورة المياه.
وقال حسين: إن الطريقة الصحيحة لتناول الماء في رمضان هي أن تكون كميته معتدلة وموزعة بين فترتي الإفطار والسحور حتى لو لم شعر الفرد بالعطش، لأن الماء يقوم بوظائف حيوية ومهمة داخل الجسم؛ لذا ينصح أن يحرص الصائم على تعويض جسمه بالماء النقي في الفترة المسائية، بعيدًا عن المشروبات الغازية أو مشروبات الكافيين كالقهوة والشاي.
وحول إفراط الكثير من أفراد المجتمع في تناول المشروبات الغازية بعد الإفطار وإلى السحور قال المختص في هشاشة العظام:
المشروبات الغازية بشكل عام خطرة على الصحة، وثبت أيضًا أن هناك علاقة وثيقة بين المشروبات الغازية والإصابة بهشاشة العظام، فالفوسفور والكربونات في المشروبات الغازية تعمل على منع امتصاص الكالسيوم وهو العنصر الرئيسي في بناء كتلة العظم- خاصة في الفترة الأولية من العمر، أي لدى الأطفال، مما يجعل هؤلاء الأطفال أكثر عرضة لهشاشة العظام عندما يتقدمون في العمر، وهذا ينطبق أيضا على المشروبات الغازية «الدايت» التي تكون خالية من السكر، كما أظهر باحثون في جامعة جنوب أستراليا أن الاستهلاك المفرط للكافيين يكون ضارًا لأنه يرتبط بزيادة خطر الإصابة بهشاشة العظام (وهو مرض يقلل من قوة العظام ويزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالكسور).
وأكد الدكتور حسين أن أفضل مشروب صحي للجسم هو الماء لكونه يعد الوسيلة الوحيدة التي تساعد على تنشيط الدورة الدموية، وبالتالي المساعدة على تجديد الخلايا ومنحها الحيوية للقيام بوظائفها على أكمل وجه، فالماء يعزز الطاقة في الجسم لمساعدته على مواجهة التعب والدوخة، والركود، والخمول، كما أن شرب الماء يوميًا بانتظام بالكميات المناسبة يساعد على تخليص الجسم من السموم والفضلات التي تؤدي إلى الإصابة بالكثير من المشكلات الصحية، وبجانب ذلك يساعد الماء الكليتين على إزالة النفايات من الدم، فإذا لم تحصل الكلى على كمية كافية من الماء، فيمكن أن تتراكم هذه النفايات مع الأحماض، مما يؤدي إلى انسداد الكليتين بالبروتينات المعروفة باسم الميوغلوبين، ويمكن أن يؤدي الجفاف أيضًا إلى تكون حصوات الكلى والإصابة بالتهابات المسالك البولية، كما يساعد الماء في الحفاظ على الرطوبة المثلى للبشرة من خلال تقديم المغذيات الأساسية إلى خلايا الجلد، إذ يعمل الماء على تجديد أنسجة الجلد ويزيد من مرونتها، وهذا يساعد على تأخر ظهور علامات الشيخوخة مثل التجاعيد والخطوط الدقيقة.