أرجع أستاذ واستشاري طب الأطفال والسكري والغدد الصماء بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين عيد الآغا أسباب البلوغ المبكر عند الإناث إلى عدة عوامل منها الزيادة الملحوظة في الوزن، والتعرض للهرمونات الجنسية، إذ قد يزيد استعمال الكريمات أو المراهم المحتوية على الإستروجين أو التستوستيرون أو غيرهما من المستحضرات المحتوية على هذه الهرمونات (مثل الأدوية أو المكملات الغذائية التي يستعملها البالغون) من خطر إصابة الطفل بالبلوغ المبكر، كما يمكن أن يكون سبب حدوث البلوغ المبكر أحيانًا وجود طفرات وراثية تحرض على إطلاق الهرمونات الجنسية، إذ يعاني في معظم الأحيان أحد الوالدين أو أقارب أولئك الأطفال من طفرات وراثية مشابهة، كما أنه من الممكن أن يكون حدوث البلوغ المبكر أحد مضاعفات الإصابة بمتلازمة ماكيون- أولبرايت أو الإصابة بفرط تنسج الكظر الخلقي وهي الحالات التي يحدث فيها إنتاج غير طبيعي للهرمونات الذكرية (الأندروجينات)، ويمكن أن يرتبط حدوث البلوغ المبكر في حالات نادرة أيضًا منها الإصابة بقصور الغدة الدرقية.
وقال إن هناك نوعين من البلوغ المبكر هما البلوغ المبكر المركزي والبلوغ المبكر المحيطي، ففي البلوغ المبكر المركزي فإنه ليس من المعتاد أن يكون هناك سبب محدد لهذا النوع من البلوغ المبكر، وتبدأ عملية البلوغ في وقت مبكر جدًّا، دون أن يكون هناك أي خلل آخر، سواء في ترتيب الخطوات أو الإصابة بمشاكل صحية كامنة أو محددة لحدوث البلوغ المبكر، أما في البلوغ المبكر المحيطي فإن الإستروجين أو التستوستيرون الموجود في جسم الطفل يسببان الإصابة بهذا النوع من البلوغ المبكر.
وقال البروفيسور الأغا: إن البلوغ هو عملية يتغير فيها شكل الجسم وتحدث بعض التغيرات الهرمونية لجسم الفتاة والذكر، ومنها زيادة هرمون التستوستيرون عند الذكر وهرمون الإستروجين عند الأنثى، ويسمى هذا بالنمو الجنسي، أما في حالة زيادة الكتلة العضلية والتغيرات في الأوتار الصوتية، مثل خشونة صوت الذكر يسمى بالنمو الجسدي، وتحدث فترة البلوغ من 8 سنوات حتى 12 عامًا، وتبدأ عند الذكر من سن 9 إلى سن 14 عامًا، وتكون له مراحل.
ونصح البروفيسور «الأغا» بالحد من استخدام الأشياء التي تحتوي على المركبات الكيميائية التي تعرف بالإستروجين الاصطناعي وهي من صنع الإنسان، وعملها يحاكي عمل الإستروجين الطبيعي في جسم الإنسان، وهذا يعني أنها متشابهة في التركيب الكيميائي للإستروجين الطبيعي، وهي ضارة لصحة الإنسان وتعطيل الجهاز الهرموني في كل من الرجال والنساء، وذلك من خلال عدم شراء المواد الغذائية المعبأة في البلاستيك لأنّ تأثير هذه المواد سينتقل إلى الطعام، التقليل من الشرب في الأكواب البلاستيكية والاستعاضة عنها بالأكواب الزجاجية، عدم استخدام البلاستيك أو النايلون الذي يغطي الأطعمة مطلقا في المايكروويف لتسخين المواد الغذائية، فإن ذلك وسيلة كبيرة لزيادة السرطان، الابتعاد عن استخدام السوائل الساخنة في الأكواب البلاستيكية أو المصنعة بالمواد البتروكيميائية والاستعاضة عنها بالزجاجية والفخارية.
وعن العلاج خلص الآغا إلى القول: إن العلاج يعتمد على معرفة سبب حدوث ذلك، ويكون الهدف الرئيسي من العلاج هو تمكين الطفل من النمو الصحيح، فأهم الأضرار السلبية للبلوغ المبكر هي: قصر القامة المستقبلي، حيث إنه خلال فترة البلوغ المبكّر تكون القامة طويلة، والإغلاق السريع لفجوات العظم يمكن أن يؤدّي إلى توقف النمو في وقت مبكّر، وبالتالي قصر القامة لاحقًا، بجانب الضغوط النفسيّة والاجتماعية والسلوكية بسبب التغيّرات الجسديّة والهرمونيّة الناتجة عن البلوغ المبكّر والتي لا خبرة للأطفال بها، إذ قد يتعرّضون للاستهزاء من قبل أقرانهم بسببها، أيضًا صعوبة تكيّف الإناث اللواتي يصلن إلى الحيض قبل عمر 9 سنوات، مع ارتداء الفوط الصحيّة وتغييرها.