دعا أستاذ طب الأطفال والغدد الصماء والسكري بجامعة الملك عبدالعزيز البروفيسور عبدالمعين عيد الآغا؛ ذوي الأطفال مرضى السكري، بمراعاة الخطة الغذائية والعلاجية بعد انتهاء الشهر الفضيل والعودة إلى مرحلة ما قبل رمضان، مبيناً أن العيد فرصة اجتماعية كبيرة يتخللها تناول ما لذ وطاب من الأطعمة والحلويات والمشروبات السكرية، إضافة إلى الوجبات الدسمة التي تكون عالية في محتواها من الدهون والسعرات الحرارية، وهنا يكون التحدّي الحقيقي لأطفال السكري.
وتابع الآغا، بعض الأطفال -مع الأسف- قد لا يستطيعون مقاومة الأكل والحلويات وغير ذلك؛ ما يؤدي إلى اختلال مستوى سكر الدم لديهم، كما أنه مع فرحة قدوم العيد وأيامه الجميلة قد يتجاهل إجراء التحليل المتكرّر لقياس سكر الدم ولضمان معدلاته، إضافة إلى عدم انتظامه في اتباع الخطة الغذائية؛ ما يجعل التحكم في مستوى السكر في الدم صعباً جداً، ويدفع بعض أطفال السكري إلى مراجعة المستشفيات أيام العيد.
وقدّم البروفيسور الآغا بعض النصائح لأطفال السكري لتفادي التعرُّض لأي مشكلات ناتجة عن اختلال نسبة سكر الدم خلال أيام العيد المبارك، وهي المحافظة على إجراء تحليل السكر المنزلي عدة مرات في اليوم، فهو أساس العلاج وأساس الوقاية، للاكتشاف المبكر للارتفاع أو حتى الانخفاض في مستوى سكر الدم، والحرص على أخذ الأنسولين وفق الخطة العلاجية الموضوعة، وعدم نسيان ذلك بمبرر العيد، ومراعاة التغيير المفاجئ للنمط الغذائي في أيام العيد والانتقال إلى الأطعمة التي تعد غير متوازنة غذائياً والتي ترتكز في أغلبها على المواد النشوية والسكرية والدهون؛ ما يؤدي إلى إرباك الجهاز الهضمي عند طفل السكري، كما أن التغيير المفاجئ في توقيت الوجبات الغذائية ونوعياتها سيربك الجهاز الهضمي ويسبّب متاعب صحية لكثير من مرضى السكري صغيرهم وكبيرهم، مثل حالات التلبك المعوي وآلام المعدة والأمعاء والانتفاخ والإسهال الحاد وغيرها، لذا يجب الحذر من هذا الجانب.
ونصح الأغا؛ بالمحافظة على انتظام مواعيد تناول الطعام، والتعود على القيام من على المائدة بمعدة غير ممتلئة وتناول الماء بدلًا من العصائر المحتوية على نسبة عالية من السكريات، والحرص على قياس وزن الطفل بشكل دائم وحثّه على ممارسة الرياضة المحدّدة للمحافظة على حيوية الجسم، وحثّ الطفل على النوم المبكّر والاستيقاظ مبكراً، فالنوم الصحي يساعد الطفل على استقرار حالته النفسية والصحية، وتوجيهه بعدم السهر بمنع استخدام الجوّال أو الأجهزة الأخرى لساعات طويلة؛ ما ينعكس في الرغبة في تناول وجبات وأطعمة غير صحية.
وشدّد البروفيسور الآغا على أهمية الانتباه لعلامات الخطورة لدى أطفال السكري خلال أيام العيد التي تشير إلى ارتفاع أو انخفاض معدل السكر بالدم، مثل الشعور بالعطش الشديد، غثيان وقيء، آلام في البطن، قصر النفس والشعور بالإرهاق والتعب، إذ إن الأطفال المصابين بالسكري يحتاجون إلى عناية خاصة خلال أيام العيد تحديداً، حيث يتعيّن لهم اختيار أنواع الحلويات المناسبة التي لا تحتوي على السكريات، ويفضل الوصفات الصحية المنزلية المصنوعة من الفواكه الطازجة، على أن تكون الكمية قليلة للتحكم في الكمية التي يتناولها، كما يجب التأكد من حصول الطفل على دوائه في المواعيد الصحيحة، ومتابعة معدل السكر بالدم بصورة منتظمة طوال أيام العيد.