البروفيسور توفيق خوجة
البروفيسور توفيق خوجة
-A +A
محمد داوود (جدة) mdawood77@

أكد لـ«عكاظ» الخبير الصحي أستاذ الصحة العامة وطب الأسرة والمجتمع البروفيسور توفيق بن أحمد خوجة، أن إدراج وزارة الصحة لقاح فايروس الورم الحليمي في برنامج التحصينات الوطني الذي يُعطى للفتيات بعمر 9-13 عاما لوقايتهن بنسبة 90% من الإصابة بسرطان عنق الرحم، يعتبر تعزيزاً للمنظومة الوقائية التي تتبعها وزارة الصحة في مواجهة الأمراض المعدية وغير المعدية.

وأوضح أن هذه البادرة تمثل خطوة وقائية مهمة لحماية الفتيات من الفايروس الشرس الذي يعتبر عالمياً من أهم مسببات سرطان عنق الرحم عند النساء، إذ إن إعطاء الفتيات التحصين ضد الفيروس الحليمي يحميهن من التعرض للمرض عندما يكبّرن وبعد الزواج.

وقال إن سرطان عنق الرحم هو نوع من الأورام السرطانية يصيب منطقة عنق الرحم، نتيجة تكرار أو استمرار العدوى بأحد الفايروسات المسرطنة، ويدعى فايروس الورم الحليمي البشري، ويؤدي إلى وجود خلايا سرطانية، وهو ما يشكل تهديدا صحيا ونفسيا واجتماعيا حقيقيا يواجه النساء في كل مكان، ويتسبّب نوعان من فايروس الورم الحُليمي البشري وهما (16 و18) في 50% تقريباً من حالات تسرطن عنق الرحم العالية الدرجة.

وأشار إلى إن سرطان عنق الرحم من أخطر أنواع السرطانات، حيث إن أغلب السيدات المصابات به يتعرضن لمضاعفات خطرة في مقتبل عمرهن، وهي الفترة التي يقمن فيها بتحمل مسؤوليات عائلية كبيرة.

وألمح إلى أن من أهم العوامل التي تؤدي إلى كثرة نمو الخلايا في عنق الرحم هي الإصابة ببعض الفايروسات، كالفايروس الحليمي البشري (HPV)، والتدخين، مشيرا إلى أنه من أعراض التغيرات الورمية في عنق الرحم وجود إفرازات مهبلية دموية، أو نزيف دموي، خصوصا بعد العلاقة الزوجية، مع التنويه إلى أن هذه الأعراض قد لا تعني بالضرورة وجود سرطان عنق الرحم، لكنه يجب عند حدوثها لأي سيدة أن تقوم بالاستشارة والكشف الطبي.

وبين أن علاج سرطان عنق الرحم يعتمد على المرحلة الورمية من حيث نوع السرطان ومكانه وحجمه ودرجة انتشاره في الجسم، كما أن خيارات العلاج تراوح بين العلاج الجراحي والإشعاعي الكيماوي أو بكليهما معا، مفيدا بأن نسبة الشفاء خلالهما تكون عالية حتى في المراحل المتقدمة.

وأفاد البروفيسور خوجة بأن سرطان عنق الرحم يعد السرطان الرابع الأكثر شيوعاً بين النساء في العالم، وقدّرت حالاته الجديدة وفقًا لمنظمة الصحة العالمية بنحو 604 ألف حالة ووفياته بنحو 342 ألف وفاة في عام 2020، وحدثت نسبة 90% تقريباً من الحالات الجديدة والوفيات في جميع أنحاء العالم خلال عام 2020 في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، لذا تبذل جميع القطاعات الصحية الخليجية والعربية جهودًا كبيرة لمحاربة هذا المرض وتوفير سبل الوقاية وضرورة زيادة الوعي عند السيدات وحثهم على الفحص السنوي لعنق الرحم من أجل الكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم.

وخلص البروفيسور خوجة إلى القول: إن وجود التطعيم الوقائي ضد سرطان عنق الرحم، يوفر الوقاية الكاملة بإذن الله، مما يمثل خطوة مهمة لحماية الملايين من الفايروس الشرس، وبذلك تظل الوقاية خير من ألف علاج.