أطلق أستاذ واستشاري الغدد الصماء والسكري لدى الأطفال بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين عيد الآغا، تحذيرًا جديدًا من توسع دائرة زيادة الوزن عند الأطفال في المجتمع السعودي.
وقال: كشفت دراسة حديثة جمعت 19,317 من الأطفال والمراهقين ما بين 5 - 15 سنة، أن نسبة الوزن الزائد لدى هذه العينة من الأطفال الأصحاء 23.1% ونسبة السمنة 9.3% والسمنة المفرطة 2%، وبالتالي فإن مجموع هذه النسب لا يتجاوز 35% وهي تقريباً 3/1 الأطفال ما بين 5 – 15 سنة يعانون من الوزن الزائد أو السمنة.
وقال لـ«عكاظ» إن هناك 11 عاملا أدت إلى عدم السيطرة على زيادة الوزن والسمنة عند الأطفال والمراهقين في المجتمع السعودي وهي: عدم ممارسة الرياضة والمشي والخلود للراحة والاسترخاء والنوم بعد الوجبات الدسمة، انتشار الأغذية والمشروبات التي تزود الجسم بالطاقة الحرارية العالية والخالية من العناصر المغذية، زيادة تناول المقليات والوجبات السريعة والمختلفة ذات السعرات الحرارية عالية دون تنظيم وبصفة مستمرة، الكسل والتراخي وعدم القيام بالأعمال اليومية والاعتماد على الخدم في كل صغيرة وكبيرة والجلوس بالساعات أمام التلفزيون وتناول المسليات والمكسرات مع عدم القيام برياضات يومية منتظمة، تناول الطفل لكميات أكثر من اللازم من الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية بدلاً من تناوله الأطعمة الصحية.
وتابع الآغا أن من المسببات أيضًا: أكل الأطفال دون الشعور بالجوع، الأكل أثناء مشاهدة التلفزيون، الوجبات المدرسية العالية السعرات، لذلك ننصح مديري المدارس بملاحظة ما يباع في المدارس من مشروبات ووجبات عالية السعرات كل ذلك يؤدي إلى السمنة المفرطة، كما أن من الأسباب خدمة توصيل الأكلات السريعة للمنازل، إذ جعلت الأمر أسوأ لأن ذلك شجع الأطفال على تناول الأطعمة غير الصحية، أن يكون الابن وحيداً أو عاش في عائلة منفصلة إذ إنه بهذه الطريقة يعوض عن حاجاته العاطفية بكثرة الأكل، انتشار استخدام حليب البودرة بديلا عن الرضاعة الطبيعية من ثدي الأم في العام الأول من عمر الطفل، إلغاء عادة الفطور يومياً بسبب ضيق الوقت قبل المدرسة والأكل غير المنتظم كماً ونوعاً أي استبدال الوجبات الثلاث بأخرى عديدة متفرقة خلال النهار لا تحتوي على مكونات مغذية بقدر احتوائها على الدهون والسكر.
وأكد أن طرق علاج السمنة تختلف حسب الحالة السمنة البسيطة والمتوسطة، فهناك عدة طرق لتخفيض الوزن أهمها نظام الغذاء والتمارين، إذ يتم استشارة أخصائي التغذية وهو الذي يحدد حاجة الطفل الغذائية وينصح الطفل بمعرفة كمية السعرات الحرارية التي يقدمها كل غذاء قبل تناوله، والبرنامج الغذائي الصحي والمتكامل هو الذي يعتمد على ضمان الحصول على جميع الحاجات الغذائية المهمة من جميع المجموعات الغذائية (الحبوب والفاكهة والخضروات واللحوم والحليب) في وجبات اليوم، أيضًا لابد من الرياضة لكونها من أهم الطرق الشائعة لحرق السعرات الحرارية وخصوصاً عند الأشخاص البدناء، فالرياضة الجماعية لمدة 30 دقيقة يومياً مهمة جدًا لجميع أفراد العائلة، أما العلاج السلوكي فيتضمن تغيرات في النظام الغذائي والنشاط البدني وهي من أهم العادات الصحية التي تخفض الوزن.
وأردف بقوله: أما العلاج بالعقاقير فيساعد في إنقاص الوزن والحفاظ على النتيجة المتوصل إليها، وهناك عدة طرق للعلاج الجراحي منها حزام المعدة، وتدبيس المعدة وهي جراحة سهلة وغير معقدة، أما شفط الشحوم فهي من الطرق الجراحية المهمة في معالجة الشحم في مناطق الجسم المتعددة.