في وقت كشف مجلس شؤون الأسرة، أن أكثر من 98% من الأطفال في عمر «10 – 14» سنة، وأن أكثر من 99% من الأطفال اليافعين في عمر «15 – 19» سنة يستخدمون الإنترنت، دعا الخبير الصحي أستاذ الصحة العامة وطب الأسرة والمجتمع البروفيسور توفيق أحمد خوجة، أولياء الأمور إلى ضرورة مراقبة الأطفال اليافعين والمراهقين وحمايتهم.
وقال لـ«عكاظ» إن التكنولوجيا لعبت دورًا مهمّاً في بناء شخصية الأطفال واليافعين، إذ شكلت التقنيات والأجهزة الذكية في حياتهم أهمية كبيرة، وجعلتهم عرضة لإدمان الألعاب الإلكترونية وعدم القدرة على التخلي عنها، وترتب على ذلك إصابة وتعرض الأطفال للعديد من الأمراض ومنها الأنانية والعدوانية، والتأثير السلبي في نوم الطفل، والانعزال عن الآخرين، والعنف والتنمر، والاضطرابات النفسية المزمنة والعصبية المفرطة، وعدم القدرة على التواصل مع الآخرين، وخطر الاضطرابات التي ترتبط بالسمنة وأمراض القلب، إضافة إلى آلام الظهر والمعصم، وإجهاد العين، والصداع.
وتابع أن بعض الباحثين لاحظوا وجود تأثيرات سلبية على سلوك الطفل والمراهق، من حيث انعكاس أساليب العنف والسلوكيات السلبية التي لا تنتمي إلى قيمنا الإسلامية العظيمة وعاداتنا وتقاليدنا العربية الأصيلة مما استوجب وجود دراسات أكاديمية مستفيضة حول هذه الظاهرة التي تستحق المتابعة والتحليل والنقد والتفسير للآثار النفسية والسلوكية على الطفل والمراهق.
وأضاف أن الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال أوصت بمنع الأطفال (أقل من عامين) من استخدام الأجهزة الإلكترونية والجلوس أمام الشاشات تمامًا، ويسمح للأطفال في عمر عامين بالجلوس لبعض الوقت مع أحد الوالدين أمام الشاشات، وفي الفترة العمرية (من 2 إلى 5 سنوات) يجب ألا تزيد مدة جلوس الأطفال أمام الشاشة أو الأجهزة الإلكترونية على ساعة واحدة في اليوم، مع وجود بالغين لمساعدتهم على فهم ما يرونه، بينما في المرحلة العمرية (من 6 إلى 18 عامًا) فيجب على الآباء وضع حد ووقت معين، بحيث لا يتجاوز ساعتين يوميًّا، في حين لا يُنصح باستخدامها لأكثر من ساعتين يوميًّا لمن تزيد أعمارهم على 18 عامًا.
وشدد البروفيسور خوجة على أهمية دور الأسرة في التوجيه السليم والمساهمة المناسبة في التوعية ضد الأضرار السلبية الناتجة عن استخدام الألعاب الإلكترونية لفترات طويلة وتأثيرها الواضح على سلوكيات الطفل والمراهق والتي يمكن استبدالها بالتعليم والترفيه الإلكتروني المفيد والمناسب لبناء جيل صالح يمكن الاعتماد عليه لتنفيذ رؤى وتطلعات وآمال مجتمع مميز مستقبلًا.