أطلق أستاذ واستشاري طب الأطفال والغدد الصماء والسكري البروفيسور عبدالمعين عيد الآغا، تحذيرًا صريحًا لمرضى السكري الأطفال بضرورة تطبيق الخطة العلاجية بحذافيرها.
وبين أنه للأسف الشديد لوحظ أن كثيرًا من الأسر لا تهتم باتباع الخطة العلاجية وتترك أطفالها المصابين يسرحون ويمرحون في الأكل دون أي مراعاة لارتفاع نسبة سكر الدم، وهذا يشكل مؤشرًا خطيرًا ينعكس سلبًا على صحة الأطفال مع مرور الزمن.
وقال إنه ليس كل مصاب بالسكري مهدد بالمضاعفات، وذلك في حال اهتمامه بالخطة العلاجية والمحافظة على نسبة السكر التراكمي، وتقيده بكل النصائح الصحية، إذ إن أكثر الأسر لا تهتم بإجراء قياس سكر الدم المنزلي سوى مرة واحدة في وقت يجب عليه إجراء قياس سكر الدم 4 مرات في اليوم، وتترك الطفل دون إبداء أي اهتمام بصحته والمخاطر التي قد يتعرض لها لا سمح الله.
وأشار الآغا إلى أنه يوميًا يتم تشخيص حالات جديدة لسكري الأطفال النوع الثاني المرتبط بالسمنة، فقبل 20 عامًا لم يكن هذا النوع منتشرًا وسط الأطفال بل كان يصيب الكبار نتيجة السمنة، ولكن في وقتنا الحالي فإن عدة عوامل ساهمت في انتشار النمط الثاني بين الأطفال في وقتنا الحالي منها حياة الرفاهية والخمول، عدم ممارسة أي نشاط رياضي، الإكثار من الوجبات السريعة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون والسعرات الحرارية، الجلوس على الأجهزة الإلكترونية لساعات طويلة يتخللها تناول الوجبات غير الصحية والمشروبات الغازية بكثرة.
وتابع أن برامج التوعية الصحية مستمرة على مدار العام، ورغم ذلك نجد أن المشكلة ما زالت موجودة في مجتمعنا، مما يؤكد على أهمية الدور الأسري في عدم تجاهل حالات الأطفال التي تشكو من السمنة، وعلاجها بالطرق الصحية، حتى لا يصل الطفل إلى مرحلة مضاعفات السمنة -لا قدر الله- ومنها إمكانية إصابته بالسكري النوع الثاني غير المعتمد على الإنسولين، وأمراض المرارة، أمراض الجهاز الهضمي، اضطرابات الدورة الشهرية، التشخير واختناق التنفس بالنوم، أمراض الشرايين وتصلب الشرايين، زيادة احتمال الإصابة ببعض أنواع السرطان، ارتفاع ضغط الدم، آلام المفاصل والأربطة، بجانب التأثيرات النفسية التي تتمثل في حدوث الاكتئاب النفسي من نظرة طلاب المدرسة والإخوان على أنه بدين، وقد يؤدي ذلك إلى العداء والتصرفات غير المحببة، وتأخر التحصيل العلمي، الإحساس بالنقص، اعتزال الزملاء والميل للوحدة، الإحباط، الخجل.
وحول مضاعفات السكري قال البروفيسور الآغا: من رحمة الله بمريض السكري أن أتيحت له كل الوسائل الوقائية لتجنب الوصول إلى مرحلة المضاعفات، من خلال الحرص على اتباع وتطبيق النظام الصحي بكل ما يتعلق بالخطة العلاجية واستقرار نسبة سكر الدم، وبشكل عام فإن المضاعفات تبدأ من أعلى الجسم الأسفل، إذ تتأثر أعضاء حيوية في الجسم، وتكون البداية من العينين من خلال إمكانية إصابتهما باعتلال شبكية العين أو المياه البيضاء والزرقاء، يلي ذلك الفم الذي قد يشهد حدوث التهابات وقطريات، وبعد ذلك القلب الذي تتأثر شرايينه، وحدوث تشمع الكبد، والكليتين اللتان تقومان بدور حيوي ومهم داخل الجسم، فإذا حدث أي اعتلال فيهما فإن المريض قد يتعرض -لا سمح الله- للفشل الكلوي، وبعد ذلك تأثير السكر على الأقدام بحدوث مرض الأقدام السكرية.
وعن طرق وقاية الأطفال من السكري النوع الثاني، أكد أنه لا بد من تعويدهم منذ صغرهم على الأطعمة الصحية، فهذا الأمر بالغ الأهمية، مثل الخضروات والفواكه والحد من أكل الحلويات والأطعمة التي تحتوي على دهون عالية سعرات حرارية مرتفعة مثل الوجبات السريعة التي تعد من أهم عوامل انتشار البدانة، مشدداً على أهمية تشجيع ممارسة الرياضة لجميع أفراد العائلة، التقليل من الجلوس أمام شاشات التلفزيون والألعاب الإلكترونية، تجنب شرب المياه الغازية والعصيرات المحلاة المحتوية على سعرات حرارية عالية واستبدالها بالماء والعصائر الطازجة.