أكدت الاستشارية النفسية الدكتورة هويدا الحاج حسن، أن من أسوأ الظواهر الاجتماعية التي بدأت تنتشر وتطفو على السطح بسبب مواقع التواصل الاجتماعي، هو سعي بعض الشباب والشابات وخصوصًا فئة اليافعين والمراهقين إلى تقليد مشاهير النت ومراقبة سلوكياتهم وما يرتدون من ملابس وإكسسوارات وحلي وغير ذلك.
وقالت: كل ذلك هدم لبناء الشخصية الذاتية المستقلة التي يجب أن تتمتع بفكر وثقافة وأخلاق وكاريزما مستقلة، لا أن تكتسب من الآخرين ما يؤثر على بناء شخصيتها.
وقالت إن قيام بعض المشاهير بالتباهي والتفاخر بما لديهم من مقتنيات وغير ذلك من النعم التي أنعمها الله سبحانه وتعالى عليهم ينعكس سلبًا على الآخرين، فهناك من هو محروم من أبسط النعم، وهناك من يسعى بكل الطرق إلى تقليد هؤلاء المشاهير، لذا يجب على الجميع أن لا يكون تفاعلهم مع هذه الفئة إلى حد التقليد أو الجنون، فذلك يكرّس في دواخلهم الشعور الدائم بالنقص والإحباط.
ولفتت الدكتورة هويدا إلى أن اليافعين والمراهقين عندما يتأثرون بالمشاهير، يمرون بعدة مراحل وهي: الأولى مرحلة المشاهدة، الثانية: الاستمرار في المتابعة، التعلق الزائد، تقليد المشهورين الذي تأثروا بهم، وبعد ذلك الهوس، واخيراً صعوبة التخلي عن متابعة المشهورين، وتصبح المتابعة يومية ودائمة لهم، وذلك على حساب شخصيته الذاتية وبنائها.
وشددت الدكتورة هويدا على ضرورة تكريس التوعية للأبناء في هذا الجانب، والتأكيد عليهم بأن القناعة بكل إمكاناتهم وقدراتهم والسعي نحو تحقيق أهدافهم يعزز بناء شخصيتهم بعيدًا عن التقليد الأعمى.