أوضح لـ«عكاظ» أستاذ واستشاري الأمراض الصدرية وطب النوم مدير مركز طب وبحوث النوم بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور سراج عمر ولي، أن أسباب الإصابة بمتلازمة تململ الساقين غير معروفة في معظم الحالات، ولكن قد تكون في بعض الأحيان ناتجة عن أمراض صحية، ولذا قسّمت إلى أولية أساسية وأخرى ثانوية، فمتلازمة تململ الساقين الأولية أسبابها مبهمة، غير أنه قد أثبتت الدراسات أن الجينات تلعب دوراً مهما في اكتساب المرض لدى 40% من الحالات، حيث يتم توريثها عن طريق الجينات الوراثية من الأب أو الأم إلى الطفل.
وقال ولي: «إن متلازمة تململ الساقين الثانوية قد تكون مرافقة لحالات صحية منها: فقر الدم (نقص الحديد)، الفشل الكلوي المتقدم بسبب ارتفاع البولينا في الدم (الذي يحتاج إلى غسيل كلى)، مرضى السكري لإصابة الجهاز العصبي المحيطي (أعصاب الأطراف)، الحمل وخصوصا أثناء الأشهر الثلاثة الأخيرة، داء تصلب الأنسجة المتعدد، مرض باركنسون (الرعشة المرضية)، عدم كفاءة الأوردة والأوعية الدموية مما يؤدي إلى ضعف سريان الدم في الأرجل، الأمراض الروماتيزمية، بعض العقاقير الطبية كمضادات الاكتئاب، بالإضافة إلى حالات أخرى متفرقة مثل: كسل الغدة الدرقية، السمنة، التصلب الجانبي الضموري، ونقص بعض الفيتامينات، ومن ناحية أخرى نجد أن حدة أعراض المرض تزيد مع: استهلاك الكافيين، التدخين، التعرض المستمر لجو حار أو بارد جداً».
وأضاف أن هناك أعراضا متميزة يمكن أن يعتمد عليها في تشخيص هذا المرض، حيث يشكو المريض من ذلك الشعور المزعج في الأطراف، ويسبب هذا الشعور حاجة لا تقاوم لتحريك الطرف المتأثر، كما أن حركة الطرف المتأثر تجعل المريض يتخلص من ذاك الشعور المؤلم أو غير المريح، وعلى الطبيب أن يحصل على المعلومات الوافية، وإجراء الفحص السريري اللازم لاستبعاد الاضطرابات الأخرى التي يمكن خلطها مع هذه الحالة.
وعن العلاج خلص البروفيسور ولي إلى القول: «أول خطوة في طريق العلاج هي تحديد ما إذا كان لبعض العوامل كالأمراض -مثل نقص الحديد أو السكري- أو استخدام مضادات الاكتئاب تأثير على أعراض المريض، ومن ثم محاولة إزالتها أو تخفيفها أولاً، ثم بعد ذلك يأتي دور العلاج المنزلي قبل اللجوء إلى العقاقير الطبية، إذ يمكن أن يكون العلاج المنزلي فاعلاً مع بعض المرضى، وتتضمن هذه العلاجات: الحمام الساخن، وتدليك الأرجل، والضمادات الساخنة، والأسبرين أو مسكنات الألم، والتمارين المتكررة، والتقليل من الكافيين، وفي بعض الأحيان لا تكون العلاجات المنزلية مفيدة، وعندئذ يلجأ الأطباء إلى استخدام الأدوية التي يمكن أن تكون مفيدة لمرضى الأرجل غير المضطربة ومتلازمة الأطراف الدورية على حد سواء، وقبل اللجوء إلى العقاقير الطبية يجب التأكد من عدم وجود نقص في مخزون الحديد، والذي يمكن أن يحدث قبل حالة فقر الدم، ويتم التعرف على ذلك بقياس نسبة الفيريتين في الدم».