أكد الباحث والأخصائي الاجتماعي طلال محمد الناشري، أن جرائم الابتزاز الالكتروني من الجرائم الخطرة التي بدأت تنتشر في العالم، وبسبب قلة الوعي وضعف الشخصية يستغل المبتز كل الحيل لتحقيق رغباته الدنيئة.
وقال: في المقابل فإن الطرف الآخر قد يقدم الكثير من التنازلات خوفاً من الفضيحة، وهنا تقع الكارثة عندما تكون العلاقة بين الضحية وأسرته مبتورة، أو أن الضحية لا يريد أن يفصح عن أعماله وصداقاته لدى أسرته، وعندما يقع الفأس على الرأس فيبحث عن أي مخارج تنقذه من المبتز.
وقال لـ«عكاظ» إنه عادة يتم اصطياد ضحايا الابتزاز الإلكتروني عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي نظراً لانتشارها الواسع واستخدامها الكبير من قبل جميع فئات المجتمعات في جميع دول العالم، وهناك نوعان للابتزاز الإلكتروني: الأول «الابتزاز المادي»، وهو أن يقوم الجاني بتهديد المجني عليه بوسائل مادية ملموسة كالصور والمقاطع المرئية والمستندات وغيرها، والآخر «الابتزاز المعنوي»، وهو التهديد بوسائل غير ملموسة وذلك كاستخدام عبارات شديدة للتهديد والوعيد بفضح أمر الضحية حتى يغلب على ظن الأخير أن المبتز منفذ لتهديده ولا محالة في ذلك، وتتنوع وتعدد أهداف الابتزاز الإلكتروني ويمكن حصرها على أنها لا تخرج عن أهداف مادية وأهداف جنسية وأهداف نفعية.
وتابع أن جرائم الابتزاز تنتشر بكثرة وخصوصا بين للأطفال والمراهقين والفتيات لعدة أسباب، منها ضعف الرقابة الأسرية، وتقصيرها في توجيه الأبناء وعدم مراقبتهم، والتفكك الأسري، والفراغ العاطفي، وأصدقاء السوء، وهنا تشكل التوعية بسبل التعامل مع البرامج الإلكترونية، ومواجهة المبتزين من أهم القواعد التي تحمي الأطفال والمراهقين من جريمة الابتزاز، ولذا يتوجب على الأسرة تثقيف الأبناء نفسياً وتربوياً واجتماعياً وعلمياً لكيفية التعامل في حال التعرض للابتزاز، إخبار الأبناء بضرورة مصارحة الوالدين أو أحد الأقارب وعدم الانصياع للمبتز، ومنحهم الثقة وشعور الأمان لتشجيعهم على المصارحة، تفعيل قيمة المراقبة الذاتية لدى الأطفال والمراهقين، فهذا أفضل من مراقبته فعلياً والتي قد تسبب مشكلات أخرى، ولا ننسى أن للتنشئة الاجتماعية والضبط الاجتماعي دوراً مهماً ورئيسياً في تقويم وضبط سلوك الأطفال، وبالتالي عدم تعرضهم لأي نوع من أنواع الاستغلال والابتزاز التي يجب أن تغرس في الأطفال منذ نعومة أظفارهم.
وعن طرق مواجهة جريمة الابتزاز الإلكتروني أوضح الناشري: هناك 5 نقاط مهمة يجب اتباعها وهي: الإبلاغ والتواصل مع الجهات الأمنية مباشرة، عدم الرضوخ للابتزاز، عدم قبول صداقات أشخاص غير معروفين، عدم إرسال أي مبالغ مالية تحت أي تهديد مباشر، الحذر من مواقع وتطبيقات التعارف والتوظيف غير الرسمية، فغالباً ما تكون بداية اصطياد الضحايا.