بعيداً عن مجريات الوباء العالمي.. لكنه ليس فراقاً مع فايروس كورونا الجديد؛ إذ يظل طاغياً على الاهتمام بشكل أو آخر. ومن التأثيرات الكبيرة الناجمة عنه أن خُمس مساحة المكاتب في العاصمة البريطانية لندن وجنوب شرق إنجلترا لم يعد ثمة طلبٌ عليها خلال عالم ما بعد كوفيد-19؛ إذ إن الموظفين الذين ظلوا يمارسون العمل من المنازل منذ اندلاع نازلة كورونا لا يقضون وقتاً يذكر في مكاتب شركاتهم. وطبعاً تمددت المسألة في بريطانيا لتشمل موظفي الحكومة في الوزارات والهيئات المختلفة، الذين قرروا مواصلة العمل من بيوتهم، حتى بعد رفع القيود الصحية التي واكبت اندلاع النازلة. وذكرت شركة لامبرت سميث هامبتون للاستشارات العقارية أمس الأول أن المرونة السائدة في شأن مكان ممارسة العمل قد تسفر عن خلو مساحات كبيرة من المكاتب في مدن وبلدات بريطانيا، خصوصاً أن الشركات بدأت تعمد إلى خفض مساحات المكاتب التي تستأجرها، في ضوء الوضع العملي الذي نجم عن النازلة وتبعاتها. وأشارت في تقرير عن سوق إيجارات المكاتب إلى أن الترتيبات الراهنة قد تسفر عن خلو نحو 26 مليون قدم مربع، تعادل نحو خُمس مساحة المكاتب. أي ضعف مساحة المكاتب في مدينة ريدينغ، أو 15 ضعفاً لمساحة مكاتب ناطحة السحاب المعروفة في منطقة كناري وارف في لندن. ويبدو واضحاً أن الموظفين الذين اضطرتهم ظروف الإغلاق والتدابير الوقائية إلى العمل من منازلهم أضحوا مُعرضين عن العودة لمكاتبهم. وحتى من عادوا منهم صاروا يفضلون تمضية أوقات أقل في المكاتب، خصوصاً أن شركات عدة قررت خفض الأسبوع العملي إلى أربعة أيام فحسب. وذكرت 15% من 50 شركة تم استطلاع آراء مسؤوليها في المسح الذي أجرته شركة لامبرت سميث هامبتون للاستشارات العقارية أن موظفيها يحضرون للمكاتب أربعة أيام فقط كل أسبوع. وكانت النسبة تصل إلى 90% قبل اندلاع نازلة كورونا مطلع سنة 2020. وقال 43% من مسؤولي الشركات المشار إليها إن موظفيهم يحضرون لمكاتبهم يومين فقط كل أسبوع، فيما ذكر 29% منهم أن موظفيهم يباشرون عملهم من مكاتبهم لمدة ثلاثة أيام فقط في الأسبوع. ونتيجة لذلك بدأت الشركات في لندن وجنوب شرق إنجلترا تدرس بجدية مراجعة المساحات المكتبية التي تستأجرها في ضوء إعراض العاملين عن الحضور لمكاتبهم.
وفي شأن يتصل بفايروس جدري القرود، الذي أكدت منظمة الصحة العالمية أمس الأول أنه لم يصل به الحال إلى مرحلة إثارة القلق على مستوى العالم؛ قال العلماء إن أبحاثهم توشك على تحديد سبب اندلاع تفشي هذا الفايروس في الآونة الأخيرة. وأضافوا أنه على رغم اندلاع تفشيه الحالي؛ فإنه يبدو أنه ظل بتفشى في صمت وسط عدد من المجتمعات في مختلف الدول. وقال علماء أمريكيون إن تحليل التسلسل الجينومي لعينات من مصابين في الولايات المتحدة كشف وجود سلسلتين منفصلتين من سلاسل العدوى. كما أن الباحثين في دول عدة اكتشفوا إصابات ليس لها مصدر معروف. وهو ما يعني وجود تفش مجتمعي لم ينتبه إليه أحد. وبلغ الأمر بأحد العلماء الشهر الماضي زعم أن تفشي جدري القرود انطلق الى مرحلة الانتقال من شخص لآخر. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس الأول عن عالم التطور الحيوي الدكتور تريفور بيدفورد قوله إنه يبدو أنه خلال السنوات القليلة الماضية أن فايروس جدري القرود عزّز قدرته على نقل عدواه من شخص لآخر. وأضاف أن الأدلة المستمدة من تحليل التسلسل الوراثي تشير إلى أن ذلك ربما حدث منذ سنة 2018.
التيفويد الآسيوي يتفشى عالمياً
أشارت نتائج أبحاث حديثة إلى أن جرثومة التيفويد التي يعود أصلها إلى منطقة جنوب القارة الآسيوية بدأت تعبر حدود منطقتها خلال العقود الثلاثة الماضية أكثر من 200 مرة. ومعروف أن هذا النوع من التيفويد يقاوم المضادات الحيوية الكافية لتدميره في الأماكن الأخرى من العالم. وأشار علماء إلى أنهم قاموا خلال الفترة 2014-2019 بتحليل وراثي لعينات أخذت من 3489 مصاباً بجرثومة حمى التيفويد التي تقتل نحو 100 ألف شخص سنوياً. ويوجد أولائك المصابون في بنغلاديش، والهند، ونيبال، وباكستان. وأضيفت إلى الدراسة 4169 عينة أخذت من أشخاص في أكثر من 79 دولة على مدى زمني يزيد على 113 عاماً، ما يجعلها أشمل دراسة من نوعها. ونشرت مجلة «لانسيت ميكروب» الطبية نتائج الدراسة التي تؤكد اتساع نطاق تفشي التيفويد المقاوم للمضادات الحيوية إلى عدد من الدول خارج منطقة جنوب آسيا. وكان العلماء حذروا مراراً وتكراراً خلال السنوات الماضية من أن عدداً من الجراثيم الشائعة غدا مقاوماً للمضادات الحيوية إلى درجة أنها تسببت في قتل عدد أكبر من ضحايا مرضيْ الإيدز والملاريا خلال سنة 2019. ومما أثار قلقل العلماء الأمريكيين أن الإصابة بالتيفويد آخذة في الزيادة في الولايات المتحدة. كما أن ظهور «الفِطْر الأسود» المقاوم للمضادات الحيوية العام الماضي في الهند أثار قدراً كبيراً من القلق. وأدى ذلك إلى مطالب باعتبار مشكلة الأمراض المقاومة للمضادات الحيوية مشكلة عالمية، وليست محلية.
بكتيريا يمكن رؤيتها بالعين المجرّدة!
اكتشف العلماء في غابات المانغروف في جزر البحر الكاريبي نوعاً من البكتيريا ينمو إلى حجم رموش الإنسان! وهو أكبر حجم من البكتيريا تم اكتشافه حتى الآن. وذكرت مجلة «ساينس» التي نشرت نتائج أبحاث قادها عالم الميكروبات الأمريكي جان ماري فولاند أن تلك البكتيريا العملاقة تمت تسميتها «ثيومرغريتا ماغنيفيكا». وكانت الميكروبات اكتشفت قبل نحو 350 عاماً. ولم تكن رؤيتها ممكنة بالعين المجردة، إلا تحت عدسات المايكروسكوب.