أكدت لـ«عكاظ» الاستشارية النفسية الدكتورة هويدا الحاج حسن، أن فريضة الحج تعتبر من أفضل الأعمال التي يفعلها المسلم للتقرب إلى الله سبحانه وتعالى من جميع الجوانب النفسية والاجتماعية.
وقالت: فرض الله سبحانه وتعالى العبادات المختلفة في أوقات محددة بانتظام حتى يتعلم المؤمن الصبر، وتحمل المشاق، ومجاهدة النفس والتحكم في أهوائها وشهواتها، واكتساب الخصال الحميدة التي توفر للإنسان مقومات الصحة النفسية السليمة وتقيه من الأمراض النفسية.
وأفادت بأن أداء المسلمين لفريضة الحج فيه الكثير من الفوائد الصحية النفسية العظيمة التي تغمر الحجاج بشعور رباني من الأمن والطمأنينة والسعادة الروحية، ومن أهمها زيارة الحجاج لبيت الله الحرام بمكة المكرمة، ومسجد الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، وفي ذلك انشراح لقلوب المؤمنين بطاقة روحية إلهية عظيمة تزيل عنهم كروب الحياة وهمومها ومشكلاتها، فتزداد صلة الإنسان بربه ويشعر بالصفاء النفسي والسمو والسكينة.
وأضافت أن الحج يساعد الحجاج على تخليص نفوسهم من نوازع الخصام والغل والحقد والكراهية والحسد نحو كل الناس عامة، فهذه الشعيرة فرصة عظيمة لتخلص الحجاج من الشعور بالذنب لأن ثواب الحج المبرور هو مغفرة الذنوب.
ونوهت هويدا بالدلالة النفسية العميقة للباس الأبيض للحجاج، وهو لون الإحرام الذي يرتديه الرجال من منطلق قول الرسول صلى الله عليه وسلم: البسوا من ثيابكم البياض فإنها من خير ثيابكم، وقوله: البسوا البياض فإنها أطهر وأطيب، فاللون الأبيض يعد أكثر الألوان وضوحاً، ومن هنا فإن الدلالة النفسية له تتجسد في النقاء والصفاء، والإيحاء بالراحة والطمأنينة والسكينة، ويرمز هذا اللون إلى التفاؤل والسرور والحب والطهارة، وارتداء الحجاج للملابس البيضاء التي تخلو من الزينة مظهر يدل على تساوي المسلمين رغم اختلاف طبقاتهم العلمية والاجتماعية والثقافية مما يشيع المساواة وعدم التفرقة بينهم ويجعلهم أكثر وحدةً وتماسكاً.
وخلصت الاستشارية النفسية إلى القول، إن دراسة علمية أثبتت أن الإيمان بالله عز وجل والمحافظة على الصلاة وأداء الزكاة والصدقات وصوم رمضان والعمرة والحج وقراءة القرآن الكريم، تعد علاجاً فاعلاً لكل الأمراض النفسية التي قد تصيب الإنسان ومنها القلق، الاكتئاب، الوسواس القهري، الصداع، الخوف من المرض، الأرق.